تحاول ليبيا، التي لم تُضاهِ نزيفَها إلا سوريا اليوم، تَضميد جراحها قدر المستطاع، لِتُباشر البناء من الصفر. بل ربما من تحت الصفر. فالصفر كان عهد القذافي وأُسرته، ثم أتتْ ضرباتُ (الناتو) المُتدثّرِ بعباءةِ (الثورة) لتَهويَ بها تحت الصفر. خرج الليبيون من قمع الاستبداد وفسادِ الطغيان إلى (حرية). وهو عظيم بتوفيق الله. لكن (الحرية) لا تُطعمُ جائعاً و لا تُنصفُ مظلوماً. إنما هي (فكُّ قيدٍ) فقط. فماذا بعد.؟. التحديات كثيرة و الآمال أكبر. و الشعب الليبي الأبيُّ يستحق كل خير، و كنوزُ أرضه مشهودة. فلم يبق إلّا تصفية النوايا وحسن الإدارة ومُغالبة ما سيستجد من حبائل الفساد والإفساد، إذ لكل حاكم لونُ فساد. و قبلها كلها و بعدها تَغليب (العقلانية) على (الثورية)، فهذا أوانُ الأولى لا الثانية. Twitter:@mmshibani