يقاس تقدم الأمم ومستوى رقيها بصفة عامة بمقياس ومستوى التعليم، فجودة مخرجات التعليم دلالة واضحة على جودة وقوة مدخلاته، وجميع الدول المتقدمة يلقى التعليم فيها عناية كبيرة، بدءا من البنية التحتية من مبان وملاحق مدرسية ووسائل وأدوات تعليمية مرورا بجودة المناهج ومناسبتها لأعمار الطلاب وتخصصاتهم ثم كفاءة المعلمين وانتهاء بطريقة قياس التحصيل، هذا أمر مسلم به ولا خلاف عليه، ومتى أردنا الارتقاء بالوطن والوصول إلى ما يليق به من مكانة كبيرة بين الأمم فينبغي عدم الارتهان والركون إلى مجرد بناء ناطحات سحاب، أجهزتها ومعداتها تأتي من الخارج، ولا نعول على عدد المدارس فتكدس الطلاب في الفصول يشير إلى قلتها، ولا نفاخر بعدد الجامعات فهي لم تستوعب كافة الراغبين في الحصول على مقعد بالجامعة. بل قبل ذلك كله يجب الاهتمام بالارتقاء بجودة التعليم والعمل بكل همةٍ لإيجاد وسائل تساهم في جودة التعليم وتساعد على الرقي بمستوى التحصيل بين الطلاب. ليقف جيل الغد بقدميه بقوة على مشارف نهضة شاملة لكافة جوانب الحياة في البلاد دون استثناء. لاشك أن الكثير من الطلاب والطالبات. لا تساعدهم ظروفهم وقدراتهم على التحصيل الدراسي من خلال ما يتلقونه على مقاعد الدراسة، لكن منهم من يرزقه الله بمن يقوم بمتابعته في المنزل، ومنهم من يستطيع تأمين مدرس خصوصي للرفع من مستواه. والغالبية العظمى لا تجد هذا فلا تحقق إلا على نزر يسير من التعليم، فيكون الطالب نصف أو ربع متعلم فيخرج للحياة وهو لايملك الحصيلة العلمية والمؤهلات التي تعينه على مواجهة الحياة العملية فيكون عضوا غير فعال في محيط عمله، فلا يصنع تقدما ولايؤسس نهضة. فتعليمه كان لمجرد الحصول على مصدر عيش وحسب. ومن خلال الواقع المشاهد فإن الأمر يتطلب من القائمين على جهاز التعليم بكافة مراحلة وتخصصاته بدءا من الروضة وانتهاء بالجامعة العمل على ردم الفجوة بين ما تبذله الدولة من ميزانية ضخمة على التعليم وبين مخرجات التعليم. وأن تتم المساهمة بطريقة جدية وسريعة في تلافي هذا الخلل. صحيح أنه قد يكون من الصعب القضاء على كافة السلبيات الموجودة منذ زمن في مفاصل وشرايين التعليم في فترة زمنية بسيطة، لكن لايعني هذا أن يقف المسؤولون مكتوفي الأيدي دون القيام بعمليات إنقاذيه طارئة وعاجلة وعدم الانتظار إلى الوقت الذي يتم فيه التغلب والقضاء على كافة المشاكل والصعوبات التعليمية. ولما تقدم فإنني اقترح أن تكون من ضمن الوسائل العاجلة والطارئة لإنقاذ التعليم من هذا المستوى المتدني في مخرجاته، والمساهمة بالارتقاء في إيصال المعلومات والمادة العلمية إلى الطلاب والطالبات أن يتم استحداث قناة تلفزيونية تعليمية تقوم بشرح المادة العلمية تبدأ البثَّ يوميا على الأقل من الساعة الثانية ظهرا حتى الثامنة مساء. وتخصص برامجها فقط لشرح المواد الدراسية، ويتم الإعلان مسبقاً بمواعيد شرح المواد يوميا. وهذه القناة ستساهم بكل قوة في إيصال المعلومة للطلاب والطلبات في منازلهم وهم في استرخاء وراحة دون ضغوط أو شرود ذهني وبخاصة أنه يمكن تسجيلها واستعادتها وقت الحاجة. وحين اطرح الفكرة فلا أخال أنها بعيدة عن نظر وفكر وزير التربية التعليم سمو الأمير خالد الفيصل، فهو خير من يدعم مثل هذا المشروع وخير من يدرك أهميته في الارتقاء بمستوى التعليم، وأعتقد أن أهمية التعليم وأثره لا يقارن بالمجال الرياضي فقد خصص له أكثر من ست قنوات ويأمل الطلاب والطالبات خاصة وأولياء أمورهم وجميع من يهمه الرقي بالتعليم عامة أن يتحقق ذلك وما ذلك على الله بعسير. اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا . ص.ب 11174 جدة 21453 فاكس / 6534238 [email protected]