دعا مجلس الأمن الدولي رئيس جنوب السودان سالفا كير ميارديت إلى الإفراج عن السجناء السياسيين لدعم الجهود الرامية لإنهاء الصراع الدائر في البلاد. وطالب نائب رئيس جنوب السودان السابق وزعيم المتمردين ريك ماشار الحكومة في جوبا بالإفراج الفوري عن 11 شخصا قبل الموافقة على اتفاق سلام مع الحكومة. وتراجع الموقف العسكري لقوات ماشار الجمعة بعدما فقدوا السيطرة على مدينة بينتيو. وكان ناطق باسم جيش حكومة جنوب السودان قد اعلن أن القوات الحكومية تمكنت من استعادة السيطرة على مدينة بنتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، من أيدي المتمردين. وفي وقت لاحق، اعترف ماشار بأن قواته فقدت سيطرتها على بنتيو، ولكنه تعهد بمواصلة القتال ضد القوات الحكومية. ونقلت وكالة فرانس برس عن ماشار قوله "لقد انسحبنا من بنتيو لتجنب القتال في شوارعها وحقنا لدماء المدنيين، ولكننا سنواصل القتال وسنستمر في المعركة." وكان الجيش الحكومي قد طلب في وقت سابق من المدنيين مغادرة بنتيو، قائلا إنه على وشك استعادة المدينة. كما أكدت الحكومة أنها بصدد اعادة نشر آلاف من الجنود لاستعادة مدينة بور آخر مدينة رئيسية تسيطر عليها قوات ماشار. ويقول هيرفي لادسوس، رئيس إدارة حفظ السلام في الأممالمتحدة، إن الصراع في جنوب السودان أدى إلى مقتل ما يصل إلى 1000 شخص منذ الخامس عشر من الشهر الماضي. ولجأ آلاف من المدنيين إلى قاعدة للأمم المتحدة، في ضواحي بنتيو، قبيل وصول القوات الحكومية. وأفادت تقارير بأن عدد اللاجئين بلغ نحو 80 ألف شخص منذ بدء الصراع. وتعثرت المباحثات التي جرت بوساطة إقليمية بهدف الاتفاق على وقف إطلاق النار. وكان الصراع قد تفجر بعد أن اتهم سيلفا كير ميارديت، رئيس جنوب السودان نائبه أنذاك ريك ماشار بالتخطيط للانقلاب على حكمه، وهي تهمة ينفيها ماشار بشدة. ويحظى ماشار بمساندة خليط من الميليشيات العرقية ومنشقين عن جيش جنوب السودان. وينتمي كير إلى قبيلة الدينكا وهي أكبر قبيلة في جنوب السودان بينما ينتمي مشار إلى قبيلة النوير التي تشكو مما تقول إنه هيمنة الدينكا على مقاليد الأمور كما جرت بينهما معارك في السابق. وقالت مصادر إن جنوب السودان خفضت صادراتها من النفط في شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني، لأن النزاع المسلح سبب خللا في الإنتاج. ويأتي هذ الاضطراب في الإنتاج بعد ستة أشهر من توقف طويل تسبب فيه خلاف مع دولة السودان المجاورة. وستنخفض صادرات خام دار بلاند الثقيل بحجم 6،4 مليون برميل يوميا في شهر يناير/كانون الثاني، اي بنسبة 21 بالمئة عن الصادرات التي كانت متوقعة قبل النزاع. فقد تم تأجيل شحنتين كان مقرر تسليمها في شهر يناير/كانون الثاني إلى شهر فبراير/شباط المقبل. واقتنت الشركة الصينية ساينوبيك 6 من شحنات جنوب السودان السبع. ويستخرج خام دار بلاند من ولاية أعالي النيل في الكتلتين 3 و7، المملوكتين لشركة بترودار. ولم يتسن الاتصال بالشركتين الصينية ساينوبيك والماليزية بتروناس، أكبر المساهمين في بترودار، للتعليق على الخبر. وانخفض إنتاج بلاند في جنوب السودان أيضا الشهر الماضي بسبب وقف الإنتاج في ولاية الوحدة.