منذ الوهلة الأولى في دوري جميل للموسم الحالي فرد النصر جناحيه عالياً واستحوذ على الاعجاب وأودع في بنك الدوري حتى الآن 42 نقطة متصدراً منذ بداية الجولة الأولى. وهذا الإنجاز للنصر لم يأت من فراغ أو عبر صدفة إنما جاء بعطاء وخطط منذ نهاية الموسم الماضي من إدارة الأمير فيصل بن تركي الرجل الذي فضل العمل بصمت وأخرس كل الألسنة التي كانت تطالبه بالرحيل. واستطاع سموه في فترة وجيزة من عمر الزمن الرياضي أن يغير جلد الفريق من حيث الصفقات الناجحة في كافة المراكز بلاعبين أصحاب خبرة ولاعبي شباك من العيار الثقيل وهم كباتن لفرقهم أو على مستوى المنتخبات أولهم عبدالغني ونور ومحمد حسين وعماد الحوسني هذا الرباعي صبغ على أداء الفريق نوعا من ضخ الخبرة في الدماء الشابة لعل أبرزهم الدولي الشاب يحيى الشهري "رمانة" العالمي. وفي الجانب الآخر لم يكن بعيداً المدرب الداهية كارينيو فقد صنع فريقاً صعب المراس أو فريقين في آن واحد وله فلسفة خاصة مع اللاعبين لا يشعر أي لاعب أنه على دكة الاحتياط يمنح كل لاعب فرصة المشاركة حسب رؤيته في المستوى الأدائي داخل الملعب ويعتبر حالياً كارينيو هو مدرب الموسم من حيث التغلب على أقرانه المدربين وكسب ود النصراويين كافة ميسرين للفريق أو حتى على مستوى الجماهير. ويسير النصر بثبات نحو تحقيق الدوري وعينه على المسابقات المتبقية للموسم كأس الأبطال وكأس ولي العهد الذي بلغ فيه الفريق دور الأربعة. هذا التألق جعل المستثمرين يتسابقون على توقيع عقود رعاية للفريق مما جعل إدارة الأمير فيصل بن تركي تأخذ مبدأ تقييم العقود المقدمة من حيث المبالغ المالية التي تكفل بحل المشاكل المالية التي تواجه كافة الأندية المحلية ومن ضمنها النصر. وعلى ذات الصعيد تفاعل لاعبو النصر المعروفين الذين لهم صوت كبير في نفوس اللاعبين والجماهير كماجد عبدالله ويوسف خميس والجمعان من خلال حضورهم في وسائل الإعلام المختلفة بالاشادة بلاعبي الفريق وبما يقدمونه هذا الموسم بالطبع هذا الثناء كان له الدور البارز في نفسيات اللاعبين واذكاء روح الحماس لهم داخل الملعب. وشحذوا الهمم داخل المستطيل الأخضر وأصبح كل لاعب يحمل مشعل التحدي من أجل البقاء في دائرة التشكيل الأساسي وبنظرة سريعة على منطقة العمليات خط الوسط الذي يشكل في الفريق المفاتيح السرية لبروز النصر نجد الاسماء كثيرة وكبيرة كل ناد يتمنى مدربه ان يحصل على خدمات لاعب واحد منهم خماسي رهيب برعاية الدولي المخضرم محمد نور ويحيى الشهري وابراهيم غالب وحمد الصقور وايمن فتيني. هم لاعبو وسط بمواصفات مهاجمين وبالذات الشهري هذا الكم الكبير والترسانة غطت على ضعف الساتر الدفاعي في الفريق الذي لازال هو الوحيد بحاجة الى البحث عن اثنين من المدافعين وبالتالي يكتمل عقد النصر كواحد من ابرز الفرق حالياً في آسيا وليس للمستوى المحلي. وفي منطق عالم كرة القدم ان تبني فريقا خلال سنة من مستوى هزيل ولاعبين دب فيهم اليأس الى ان يصلوا بهرج الاضواء هنا تكمن احترافية العمل الإداري وكذلك العمل التقني الفني من الكوتش كارينيو لقد ظهرت بصماته على كامل المجموعة وحسن تعامله ولطفه مع اللاعبين فالكل شاهد حركة اللاعب الجيزاوي في لقاء الأهلي عندما استدعاه كارينيو للتغيير للعب وغير قناعاته المدرب لمصلحة الفريق كانت ردة الجيزاوي خارجة عن النطاق الاحترافي عبر ضربه ثلاجة المياه عبر رفضه لقناعة مدربه. وكان الوسط الرياضي يترقب اصدار عقوبة ضد اللاعب من المدرب لكن كان التعامل لطيفاً لم يكن شيئاً امام حدث فرحة الفوز اذابت غضب الانفعال من الجيزاوي. بالرغم ان الجهاز الاداري كان متواجدا وشاهد الحركة من الجيزاوي لكن مثل هذه التوجهات هي المبدأ الصحيح لصناعة فريق ديدنه الالفة والمحبة ولعل الجيزاوي يحترق من الداخل من اجل المشاركة مع زملائه وبالذات امام فريقه الاهلي الذي استغنى عن خدماته وكان حاله يقول سأرد الجميل بطريقتي الخاصة في الشباك. كل هذه التداعيات التي اوردناها في تقرير مقتضب هي التي مكنت النصر من التفوق على اقرانه الذين يعيشون في رعب عدم الاستقرار من الاتحاد الى الشباب والاهلي طبعاً لان هذا الثالوث احدث مفاجئة دوري جميل في المستوى الادائي والنتائجي مهما كانت المشاكل الادارية يفترض ان لا تؤثر على عقليات لاعبي هذه الفرق سيما وانهم محترفون وليسوا هواة.