اختتمت أمس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية برئاسة وزير الخارجية الليبي الدكتور محمد عبد العزيز، وذلك لبحث مستجدات القضية الفلسطينية ومسار المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي والتي تجرى برعاية أمريكية. ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى أعمال الاجتماع معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني. وأكد مجلس جامعة الدول العربية التمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وفقا لمبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002 وأعادت التأكيد عليها القمم العربية المتعاقبة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 252 الصادر في عام 1968 ومبدأ الأرض مقابل السلام مع رفض جميع الإجراءات والخطط والسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس. وأشار المجلس في قراره الصادر في ختام اجتماعه إلى أن استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إنما جاء نتيجة لتجاوب الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع التحرك العربي المطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتغيير المنهجية الدولية المتبعة في معالجة القضية الفلسطينية بهدف إنهاء النزاع وتحقيق السلام العادل والشامل وهو ما تجاوبت معه الإدارة الأمريكية موفرة الرعاية والضمانات اللازمة لعملية استئناف المفاوضات وفقا لأسس وقواعد ومرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة وفي الإطار الزمني المحدد لتلك المفاوضات بتسعة أشهر بدءا من نهاية يوليو 2013 وحتى إبريل 2014. وحمل مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في القرار الصادر بختام اجتماعه الطارئ اليوم الحكومة الإسرائيلية مسؤولية إعاقة تحقيق السلام من خلال استمرار عمليات قتل أبناء الشعب الفلسطيني بدم بارد وتماديها في مخططات الاستيطان وهدم البيوت والقرى وتهجير السكان والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك وتكثيف حصارها على قطاع غزة. وطالب الولاياتالمتحدةالأمريكية راعية مفاوضات السلام الجارية وبقية الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة بإلزام الحكومة الإسرائيلية وقف كافة الأنشطة الاستيطانية ومنح عملية المفاوضات الفرصة وصولا إلى تحقيق التسوية النهائية لكافة قضايا الوضع الدائم على المسار الفلسطيني بما يشمل القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والأمن والمياه والإفراج عن الأسرى دون استثناء ، محذرا من المخاطر الناجمة عن استمرار الممارسات والسياسات والاعتداءات الإسرائيلية والتي من شأنها أن تؤدي إلى انهيار هذه المفاوضات. وأكد على الموقف العربي الداعي لرفع الحصار الإسرائيلي وبشكل كامل عن قطاع غزة ووجوب تحقيق المصالحة الفلسطينية بشكل فوري وعلى أساس ما تم توقيعه من اتفاقات في القاهرة والدوحة . وكلف المجلس وزير الخارجية والتعاون الدولي لدولة ليبيا - الرئيس الحالي للمجلس- والأمين العام للجامعة العربية بتوجيه رسالة خطية إلى وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية لتأكيد الموقف العربي تجاه حل القضية الفلسطينية. من جهة أخرى قرر المجلس متابعة تنفيذ مقترح الرئيس الفلسطيني محمود عباس القاضي بتشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف حقيقة الوقائع المتعلقة بملابسات جريمة اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، وفقا لما جاء في قرار مجلس الجامعة بتاريخ 17 يوليو 2012 وبيان مجلس الجامعة الصادر بتاريخ 5 سبتمبر 2012 بشأن إنشاء لجنة دولية مستقلة ومحايدة في إطار الأممالمتحدة للتحقيق في ملابسات وفاة عرفات. وكلف المجلس المجموعة العربية في نيويورك بالتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب تشكيل اللجنة الدولية المستقلة والمحايدة الخاصة بالتحقيق في قضية اغتيال الرئيس عرفات ، بالإضافة إلى تقديم تقرير إلى مجلس الجامعة في دورته القادمة.