وزارة التربية والتعليم .. على اعتاب انطلاقة قوية هذا هو لسان حال كل مواطن سعودي ، وهذا هو أيضا امله ، تزامنا مع الامر الملكي الكريم الذي أمر بتعيين وزير جديد، وثلاثة نواب " اثنان للبنين ونائبة للبنات" ضمن حزمة الاوامر السامية التي صدرت صباح السبت الماضي، وشملت تعديلات وزارية ، وقضائية وشورية واقتصادية وعسكرية ، وكان اللافت أن وزارة التربية والتعليم قد حظيت بأكبر مساحة من مجل الارادة الملكية للتعديل والتغيير، تطلعاً الى المزيد من الاصلاح والبناء من خلاال ضخ الدماء الجديدة في شريان وزارة مهمة، تضطلع بمسؤولية من الطبيعي ان نصفها ، بأنها "رسالة" وهي وزارة التربية والتعليم ، المعنية مباشرة، بصياغة فكر ومواهب وقدرات الجيل الجديد، الذي يعد رهان الامة نحو حاضرها ومستقبلها. أقدم الوزارات عمر وزارة التربية والتعليم حتى الان هو 57 كواحدة من اقدم الوزارات في السعودية، وقد بدأت كمديرية "مديرية المعارف" ثم تحولت إلى وزارة " وزارة المعارف" وكان أول وزير لها هو خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله ، إلى أن تغير مسماها الى وزارة التربية والتعليم في عهد وزيرها الدكتور محمد الرشيد ، وصار عدد الطلاب اليوم في التعلم العام حوالى خمسة ملايين طالب وطالبة ، يقوم بتدريسهم والاشراف عليهم قرابة نصف مليون معلم ومعلمة واداري وادارية ، بمتابعة مايزيد على 40 إدارة للتربية والتعليم منتشرة في المدن السعودية. تطلعات التربويين وفي استطلاع بالهاتف ل"البلاد" عبر عدد من منسوبي ومنسوبات وزارة التربية والتعليم عن امانيهم ومطالبهم وتطلعاتهم من القيادات الهرمية الجديدة لوزارتهم ، في عدة نقاط ، نوردها هنا، وهي: 1- تحويل المدارس إلى "بيئات جاذبة" من خلال جملة من الآليات والمشاريع المدروسة بعناية، بحيث يصبح أمام الطالب والطالبة محفزات تصنع في أعماقه الدافعية الذاتية للتعلم، وتجعل مدرسته مجتمعا تربويا تعليميا حقيقيا ، حافلا بكل الامكانات المادية والفنية، القادرة على صناعة تفاعل ايجابي بين كل اسرة المردسة الواحدة. 2- تحقيق المزيد من الحوافز للعاملين في الميدان التربوي، بما يمكنهم من اداء رسالتهم ، في راحة نفسية ، وأمن وظيفي ، وتقدير معنوي ومادي لعملهم، وتخفيف ضغوطات العمل عن كواهلهم، لتحقيق "الاداء النوعي" الذي تنشده الامة من المعلم والمعلم والمردسة عموما ، نحو مخرجات مدرسية تنعكس على الطلاب والطالبات علما وسلوكاً واستشعارا لواجباتهم الدينية والوطنية. 3- المضي قدما في مأسسة العمل في كل شرايين العمل بالتعليم ، بحيث يتحول الواقع إلى وزارة "مؤسسية" يتقدم إلى الامام كل صاحب جدارة ، ومن يبذل اكثر، وبذلك تتحول مؤسسات الوزارة الى "نموذج مثالي" لكل المجتمع. 4- تخفيف المناهج الحالية المكدسة بارتال من المعارف والعلوم لا لزوم لنصفها على الاقل، وادخال طرائق تعلم حديثة تجعل الطلاب يفهمون ويفكرون ويقارنون ويستنبطون ويحللون بدلا من الحفظ فقط. 5- وضع حد نهائي لمشكلات معلمات القرى، من خلال الاستماع الى وجهات نظر الاخرين خارج الوزارة والاستشاريين والخبراء، ومن ذلك بناء مجمعات سكنية قرب مدارس القرى للمعلمات وتزويدها باسباب الراحة والامن ، وتقديم بدل نائي مجز للمعلمات. 6- انهاء مأساة المدارس المستأجرة، وبناء منظومة مدارس حديثة مخصصة لاستيعاب افكار التربية والتعليم المعاصرة. 7- تخفيض نصاب الحصص الاسبوعي للمعلمين والمعلمات ، بدلا من هذه الضغوط التي تصل الى 26 أو إلى 30 حصة في الاسبوع. 8- تخفيف تكدس الطلاب في الفصول، حيث أن عددا منها في المدن يصل الى 50 طالبا في الفصل، والا يزيد الفصل عن عشرين طالب، وإذا أردنا ان نقدم نوعية جيدة من التعليم ومراعاة الفروق الفردية للطلاب. 9- تحسين مستويات المعلمين أولاً بأول، وتعيين خريجي الكليات التربوية ومعاهد المعلمات وكليات التربية والاستغناء عما عرف بالعمل على "البند". 10- التوسع في تأنيث ادارات تعليم البنات وصولا إلى تحول لما قمة بالكامل إلى إناث، بدلاً من مدير تعليم رجل لايزور مدارس البنات الا بعد الدوام فلايجد فيها الاّ الجدران والمقاعد والماصات. 11- تدريب المعلمين والمعلمات والمديرين والمديرات ، وجعل التأهيل الدوري لهم سياسة ثابتة، حيث أن أحدهم يدخل المهنة ويخرج منها للتقاعد دون ان يضخع لاي دورات. 12- ان يكون راتب المعلم والمعلمة بالمدارس الاهلية مجزيا وليس راتب فراش، والاّ لايقل عن خمسة الاف ريال، تدفع الدولة منه نصفه على الاقل. 13- اعادة النظر في نظام الاختبارات وتقويم مهارات الطلاب، وخصوصا التقويم المستمر، الذي يبدو أنه الحق ضررا بمهارات طلاب الابتدائي من حيث مهارة الكتابة والتحليل والتفكير. 14- اعادة هيبة المدرسة عموما والمعلم خصوصا، من خلاال آلية عمل تعطي المعلم حقة كاملا، ولا تظلم الطالب أو تبخسه حقوقه في بيئة تربوية آمنة ومطمئنة للفريقيين.