ضم معرض الكاريكاتير السياسي الدولي "الحرية لغزة"130 لوحة ل155 فنانا من 38 دولة ، وينظمه تجمع العودة الفلسطيني "واجب" ويقام ما بين 14 و20 فبراير-شباط الجاري في المتحف الوطني بدمشق. ولاقى المعرض إقبالا لافتا من زوار العاصمة السورية، في وقت يخطط القائمون عليه لنقله إلى ميلانو الإيطالية في مايو المقبل، وتجري اتصالات لعرضه لدى أكاديمية الفنون الروسية في موسكو. ورأى أمين تجمع "واجب" طارق حمود أن المعرض يحمل رسالة تضامن عالمية مع أهل غزة عبر مشاركة عدد كبير من الرسامين الأجانب، ولفت من جانب آخر إلى استهدافه الزوار الأجانب الذين يقصدون المتحف الوطني في دمشق ويشكل السياح الغربيون جزءا رئيسيا منهم. وقال حمود "رأينا مجموعات سياحية تفاعلت بعمق مع الرسوم المعروضة دون أن يحمل أفرادها أي اهتمامات سياسية". وأشار إلى أن اللوحات المعروضة حملت موقفا واضحا من العدوان، إضافة إلى توجهات ومقولات أخرى تفصيلية تتعلق بالدمار والألم والتعاطف مع "الضحية في مواجهة الجزار". فكرة المعرض تبلورت خلال أيام العدوان على غزة وفق الفنان فادي أبو حسان الذي قال "وجهنا رسالة عبر الإنترنت تدعو رسامي الكاريكاتير في العالم إلى الاحتجاج بطريقتهم على المجازر في غزة". وكشف أبو حسان عن تلقي تجمع "واجب" خلال أسبوع واحد نحو 512 عملا، لكن تم الاكتفاء بعرض 138 منها بعد خضوعها لتقييم لجنة فنية متخصصة. ورأى فنان الكاريكاتير فؤاد عياش أن اختيار المتحف كان موفقا للغاية التي أقيم المعرض لأجلها وهي مخاطبة الزوار الأجانب ، خاصة أن الكاريكاتير لغة عالمية مشتركة يفهمها الجميع. وأوضح أن القائمين على المعرض فوجئوا بزيارة رئيس مجلس الأمة التركي كوكسال توبطان وعشرات الشخصيات التركية المرافقة له. وأشار عياش إلى أن الرسامين العالميين عبروا عن تضامنهم مع غزة بطريقة مختلفة عن فنان الكاريكاتير العربي المشبع بالمشاعر الخاصة تجاه أشقائه في غزة. واعتبر أن المشاركات العالمية تميزت بغياب التعليقات بالكلمة وتضمنت انتقادات حادة ولاذعة "للمجرم الإسرائيلي" من جوانب تركز خصوصا على حق الإنسان في الحياة. وأوضح أن المعرض شكل فرصة مهمة لإطلاع الجمهور السوري والفلسطيني على تعاطي فناني الكاريكاتير في العالم مع مجزرة غزة.