تستضيف مملكة البحرين الشقيقة في الخامس عشر من شهر فبراير الحالي معرض الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود في محطته الرابعة وتأتي هذه الاستضافة الكريمة بدعوة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة وبمبادرة كريمة من حكومته الرشيدة ويتكون المعرض من مقتنيات ووثائق عن تاريخ الملك سعود وأحداث مصورة ومدونة في الصحف والمجلات وقاعة متخصصة لوثائق وصور تاريخية ونادرة للعلاقات السعودية البحرينية في عهد الملك سعود. وقد تقدم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الباحة وبالنيابة عن أبناء وبنات الملك سعود رحمه الله برفع آسمى آيات الشكر والعرفان الى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة بمبادرته الكريمة ومن حكومته الرشيدة بدعوة معرض جلالة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله المتنقل في محطته الرابعة والأولى خارج المملكة العربية السعودية في مملكة البحرين الشقيقة وذلك بعد أن لاقى نجاحا باهرًا في محطاته السابقة وأصبح المعرض نهجًا يحتذى به لتوثيق تاريخ من أتى بعده من ملوك المملكة العربية السعودية وذلك امتدادًا للعلاقات الأخوية الحميمة بين البلدين الشقيقين , وبرعاية كريمة سيفتتح المعرض من صاحب المعالي الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء في متحف البحرين الوطني بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام في مملكة البحرين في مساء يوم الأحد 20 صفر 1430 الموافق 15 فبراير 2009 وحتى نهاية شهر مارس بإذن الله . يحتوي المعرض على تاريخ الملك سعود المصور, مائة وخمسين صورة مختلفة تجسد تاريخ الملك سعود وبدايات الدولة السعودية الثالثة والتي شارك فيها الملك سعود تحت إمرة والده المغفور له الملك عبد العزيز في توحيدها , ثم إنجازاته كولي العهد الممتدة لمدة إحدى وعشرين عامًا , ثم ملكًا لمدة أحد عشر عامًا . مقتنيات ووثائق ويتكون المعرض من مقتنيات , ووثائق عن تاريخ الملك سعود وأحداث مصورة ومدونة في الصحف والمجلات , وقاعة مخصصة لوثائق وصور تاريخية ونادرة للعلاقات السعودية البحرينية في عهد الملك سعود ومنذ أن كان وليا للعهد . فقد كان الملك سعود رحمه الله محبا لمملكة البحرين وقيادتها وشعبها وقد قال مودعا أهالي البحرين في رسالة اليهم بعد زيارته الأولى بعد أن أصبح ملكا في عام (11/8/-1373) " إنني أقدر لإخواني في البحرين وانا أغادر هذه البلاد العزيزة , كل هذه العواطف الصادقة التي لمستها وسمعتها , آملا أن يوفق الله الجميع لما فيه الخير والسعادة والسؤدد للبلاد العربية عامة ولهذين القطرين خاصة ". وكما وصف هذه العلاقة الحميمة الوزير الشاعر الدكتور غازي القصيبى في خطابه الذي ألقاه أمام الملك سعود رحمه الله في البحرين في (14 / 8 1373) في نفس الزيارة والذي قال فيه: " رأيت البحرين هذه فسكانها بجبالها وهضابها تعد البحار وتعدد المساحات للتعانق مع المملكة ورمالها الذهبية ، رد ذلك أن سماءها الصافية شهدت أجل لقاء بين هذين الأخوين العظيمين , ورأت أسرتين تتصافحان أسرتين من أكرم الأسر التي سطر التاريخ أمجادها بحروف من نور في صفحاته الخالدة : ألا وهما آل سعود وآل خليفة حاكم الأسرة العظيمة التي أعادت للملكة العربية السعودية عصورها الزاهية وعهودها الباسمة , وآل خليفة هذه العائلة الكريمة التي حكمت البحرين فجعلتها تسعد بعصور متوالية من الامن والسعادة والرخاء " . العلاقات السعودية البحرينية وتعود العلاقات بين المملكتين الشقيقتين السعودية والبحرين الى الدولة السعودية الأولى (1745-1818), والتى امتدت حتى الدولة السعودية الثالثة التى وحدها الملك عبد العزيز رحمه الله , وتزامن حكمه مع حكم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة , وابنه الشيخ حمد , وحفيده الشيخ سلمان آل خليفة رحمهم الله جميعا. وجاءت زيارة الملك عبد العزيزالأولى للبحرين في ( 1348 /1930م ) وقابل فيها الشيخ عيسى آل خليفة الذي كان يثق به ويحبه كثيرًا ودعاه للحج معه في موسم الحج ولباها بكل سرور. وبعد زيارته بحوالي سبع سنوات زار ولي العهد الامير سعود الشيخ حمد أمير البحرين واستقبله في الميناء الشيخ محمد بن عيسى , والشيخ سلمان الابن الأكبر للشيخ حمد مع بعض أفراد الأسرة (10 شوال 1356/ 15 ديسمبر 1937) وبعد ذلك زار الأمير سعود البحرين بصحبة والده الملك عبد العزيز وإخوته الأمراء في (2 مايو 1939/12 ربيع الأول1358). وكان قد سبق والده ليكون في استقابله مع الشيخ حمد بن عيسى وكبار أفراد الأسرة ، وسكن الملك في قصر القضيبية الذي بني خصيصا لإقامة الملك فيه. زار الملك سعود البحرين في (1930-1937-1939-1945-1954) . وعاصر جميع شيوخ البحرين الذين عاصرهم والده الملك عبد العزيز , وبالإضافة الى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة الذي رافق والده الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة عندما كان وليا للعهد في ( فبراير 1958- شعبان 1377) في زيارة الى المملكة العربية السعودية مع وفد يضم مسؤولين كبارا للاجتماع بالملك سعود لإبرام معاهدة بين البلدين لتخطيط الحدود البحرية والتوصل الى تقسيم عائدات النفط المستخرج من منطقة ساحلية مشتركة. وعندما اصبح صاحب المعالي الشيخ عيسى حاكما للبحرين في عام (1381-1961) تطورت العلاقات الاخوية بين البلدين في ظل النهضة الكبرى التي شهدتها المملكة العربية السعودية والبحرين تحت قيادة الملك سعود والشيخ عيسى (رحمهم الله) . حياة في الإدارة وكما أكد معالى الوزير الدكتور غازي القصيبي في كتابه (حياة في الإدارة) , وأيضا السيد عبد العزيز العبد الله الزامل عميد الجالية السعودية المقيمة إقامة دائمة في مملكة البحرين , ورجل الأعمال على بن يوسف فخرو, بأن الملك سعود رحمه الله قال لصاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة رحمه الله حاكم البحرين آنذاك خلال تواجدهم في مزرعة حسن المديفع فى منطقة الجفير بالعاصمة المنامة عند تولي الملك سعود مقاليد الحكم في سنة (-1373- 1954 ) خلال زيارته الأولى الى البحرين في حضور الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة وأولاده , والشيخ عبد الله بن عيسى آل خليفة وأولاده, والشيخ حمود بن صباح آل خليفة وعدد من التجار, وكما أكده أيضا د.عبد اللطيف جاسم كانو في كتابه "القلوب مجتمعة : " بأن الملك كان أول من فكر في بناء جسر يربط البلدين الشقيقين السعودية والبحرين. ولقد ذكر في مجلة صوت البحرين (1369 – 1373 ) وصفا تفصيليا لزيارة الملك سعود للبحرين في السنة الأولى من توليه الحكم , ففي الصفحة (64) في العدد السابع من السنة الرابعة والأخيرة , وفي شهر رمضان 1373 نقرأ ما نصه : وفي الحفلة التى أقامها الوجيه حسن المديفع تكريما لجلالة الملك سعود , قال صاحب الجلالة موجها حديثه لعظمة أخيه صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين رحمه الله : "إن الروابط بين البحرين والمملكة قوية , ويجب أن نعمل على توثيقها , وقد كلمت عظمتكم من قبل بشأن مد جسر بين الخبر والبحرين , ولا أزال عند رأيي بضرورة إنشاء هذا الجسر ، آمل أن تدرسوا هذا المشروع , وستساهم المملكة بقسط كبير من مصاريفه ".. وأردف جلالته قائلا : " إن الوعي القومي آخذ في الازدياد , وإن الشعوب العربية متيقظة اليوم , وإن من واجبنا أن نفهم ذلك , فنحن رعاة وكل راع مسؤول عن رعيته " وكان جلالته عند إدلائه بهذا التصريح يقاطع بالتصفيق بعد كل عبارة يتفوه بها جلالته. رأي المعتمد البريطاني ولكن المعتمد البريطاني وقتها قال : ( لاتوجد تقنية تستطيع تنفيذه), ولذلك بقيت الفكرة سنين دون تنفيذها حتى تبناها الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله عندما كان وليا للعهد , وبعدها أصبحت واقعا جنى ثماره الشعبان الشقيقان وهو جسر الملك فهد الذى افتتح فى 26 / 11 1986م بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود , وأخيه صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمهما الله اللذان اكدا فيها بان العلاقات بين البلدين الشقيقين هى علاقات وجود وليست علاقات حدود. وامتدت العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين حتى وقتنا الراهن بأواصر أخوية متينة وبحرص واهتمام تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظهما الله , أسسها الأجداد والآباء وسار من بعدهم الأبناء المخلصون وستبقى العلاقات بإذن الله مخزونا للاجيال القادمة.