لاقى فيلم إيراني عن المدى الذي يمكن أن يذهب إليه بعض الناس للحفاظ على التقاليد والأعراف الاجتماعية في بلادهم ثناء النقاد بعد عرضه ضمن مسابقة مهرجان برلين السينمائي الدولي ليحتل بذلك مكانا متقدما في الترشيحات المبكرة لجائزة الدب الذهبي. ويحكي فيلم "كل شيء عن إيللي" الذي تؤدي فيه الممثلة الإيرانية كلشيفته فراهاني دورا ثانويا قصة مجموعة إيرانيين من الطبقة المتوسطة يتوجهون من طهران شمالا إلى شاطيء بحر قزوين لقضاء عطلة قصيرة. وهناك تدعو امرأة تدعى زبيدة الشابة إيللي المعلمة بإحدى رياض الأطفال لقضاء وقت معها في محاولة لتعريفها بأحمد صديق زبيدة المطلق العائد من ألمانيا إلى بلده إيران. وتخبر زبيدة امرأة عجوز تؤجر منزل العطلات الذي سيجري فيه اللقاء بأن إيللي وأحمد متزوجان حديثا في محاولة لدرء الشبهات لتبدأ بذلك سلسلة متتابعة من الأكاذيب تحول العطلة في نهاية الأمر إلى مأساة. وذكر أصغر فرهادي مخرج "كل شيء عن إيللي" أنه اراد أن يصنع فيلما عالميا. وقال فرهادي للصحفيين في برلين "أعتقد.. أنه لا يهم المكان الذي تدور فيه هذه القصة. إنها ليست بيانا سياسيا أو أخلاقيا. هذه قصة عن العلاقات بين البشر. لذلك ينبغي فعلا أن نتجاوز البعد الثقافي حتى نصل إلى لب المشكلة." وأضاف قائلا إن المشاكل التي يواجهها الناس في إيران مماثلة لما يمكن أن يتعرضوا له في أي بلد آخر. وواجه "كل شيء عن إيللي" عقبات كادت تحول دون عرضه داخل إيران إلى أن تدخل الرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد لإنهائها. وكان بعض النقاد ذكروا أن السبب الرئيسي للمشكلة هو مشاركة النجمة الإيرانية كلشيفته فراهاني بأحد الأدوار في الفيلم. وكان اشتراك كلشيفته في أفلام أمريكية منها "حفنة أكاذيب" بطولة نجم هوليوود ليوناردو دي كابريو قد أثار غضب مسؤولين إيرانيين منهم وزير الثقافة صفار هرندي. وأعربت فراهاني عن سعادتها بحضور مهرجان برلين السينمائي. وقالت النجمة الإيرانية "أعجبني فعلا المهرجان. أنا أحب برلين حقا وربما يوما ما أنتقل لأعيش هنا." ووصف نقاد دوليون فيلم "كل شيء عن إيللي" بأنه "من أفضل الأفلام الإيرانية في السنوات القليلة الماضية". لكن عرض الفيلم في مهرجان برلين قوبل باحتجاج من بعض الناشطين. وقال أحد المشاركين في الاحتجاج أمام مقر المهرجان بالعاصمة الألمانية "أعتقد أنه يفسح مجال الحديث لنظام يمثل خطرا داهما للعالم أجمع. يستطيع النظام أيضا بهذه الطريقة أن يقدم سياساته الأصولية في ألمانيا". ورفع المحتجون لافتة كتب عليها "آية الله كوسليك.. لا حوار مع نظام الملالي". لكن المخرج الألماني ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين السينمائي الدولي دعا المحتجين إلى مشاهدة الفيلم أولا قبل إصدار حكم عليه.