من الصعب أن اكتب عن هذه الأم الرؤوم، ماذا اكتب عنها؟ أأكتب عن رحمتها أم أكتب عن حنانها أم أكتب عن عاطفتها الجياشة؟ لا تفي السطور حقها ولا تعبر الكلمات عن وصفها ، انها خلق فريد من خلق الله، انها مصدر الحنان، انها تملك القلب الرحيم بكل ما تعنيه كلمة الرحمة، ألم يكفها أن الجنة تحت قدميها وان رضاها غالٍ ثمين؟! الا تراها تسهر لراحة ابنائها وتعتصر ألما لتعبهم ؟ لا يهدأ لها بال ولا يقر لها قرار الا اذا رأت أبناءها سعداء قريري العين، تراها تكابد التعب لراحتهم وتقاسي الهم لسعادتهم لا يهمها تعبت او ارتاحت شبعت او جاعت، كل ذلك لا يعنيها، إن كل ما يعنيها أن تراهم في أحسن حال وتراهم يتقلبون في أرغد عيش، انها الشيء الجميل في حياتنا، انها الحب الكبير في قلوبنا، انها كالشمعة التي تحترق لتنير لغيرها، لا ، بل اراها اعظم من ذلك، نعم اعظم من ذلك بكثير، إنها كالشمس التي تضيء لنا النهار، إنها صاحبة القلب الكبير الذي لا يعرف الحقد على ولده، انها مصدر العطف والحنان، هي التي تمنح الروح لفلذة كبدها، تسعى جاهدة لإرضاء أولادها. أما قلت إن السطور لا تفي حقها ولا الدموع تساوي فضلها ولا يكافئ ذلك كله إلا أن تكون جنة الفردوس مستقرها ومأواها؟ فليباركك الله ايتها الام ويرحمك كما ترحمين ويقر عينيك بما تريدين ان يكون ابناؤك يا من نبصر بك نور الطريق ويا من تسكنين شغاف القلوب.. إبراهيم الردة - جدة