يصر بعض القادمين من مدرجات الطبول والعويل.. والمثقلون ببقايا صراخات المشجعين واحتجاجاتهم على طرح خيباتهم وتعصبهم المراهق عبر اعمدتنا الصحفية بكل أسف..!! ويصرون على سكب هذا المنهاج الضرير عبر بوابات النقد النزيه والعادل والشريف..! يفعلون ذلك ويكرِّسونه في فجر صباحات الأجيال حتى أضحى لدينا طوابير من أولئك الذين يحملون همّ تداعيات الكلمة المقروءة بمعايير ومفاهيم وثقافة الطبول والشالات وقذف الرجال والقامات وقلب الموازين والحقائق بشيء من الحرقة والألم..! قرأت في أعقاب لقاء الدربي (الغربي) بين القلعة والعميد وبكثير من التوقف والتأمّل بعض الأطروحات والتعليقات حول أصداء هذا الحدث الكبير والمثير.. وخلالها أوغلت وظلت (قبيلة) القادمين أو الهاربين من روابط المشجعين في المدرجات تدس انكساراتها ووجعها واحتقاناتها بين السطور..! وظلوا - هكذا - كما هي ثقافة (المتعصبين) يمارسون تجييش المراهقين من الرياضيين بحشد من التسفيه والضرب في الآخر..! وظلوا وكما عهدناهم.. يكتبون قناعاتهم وتجاوزاتهم بلغة غيرهم وبتوجيهات الذين يعشقون لغات الهدم و(التخريب) لاخلاقيات التنافس الشريف بين الاتحاد والأهلي..! وظلوا يضعونهم في مقدمة هذا الركاب كما يفعل المحاربون الجبناء.. اجساداً للحريق والهشيم..! هؤلاء (الكتبة) يريدون الحضور بأي شيء وباية ثمن وكيفما اتفق.. المهم هو الدخول في دوائر الرضا والاضواء وبناء مجد (ذاتي) يعوض ما فاتهم من الحظوظ والحضوة..! قد لا تُصاب بالدهشة والحيرة والذهول وأنت تتبع وترى مثل هؤلاء (المشجعين.. الكتبة) وهم يقلبون أطروحات غيرهم لهم ويستخدمونها عبوراً وجسوراً لحضورهم في المجالس واستقبالهم عند (العتبات)..!! الاهلي والاتحاد.. ايها السادة فريقان عريقان لكل منهما ركضه وتاريخه وعشاقه.. وعملاقان تطرب لهما المدن وترقص المدرجات لهما ابداعاً وامتاعاً وروعة.. ليبقى في النهاية التلام (المرصوص) وتسفيه فريق ضد الآخر شأن لا يليق باقحامه في أطروحاتنا الكتابية وتعليقاتنا الرسمية ذلك ان روابط المشجعين تموت اصواتها في ليلة الفوز أو الخسارة ولا تحتاج الى من يؤجج هذا التلاقي الممتع وايقاظها بلغة المتعصبين في نهار اليوم التالي.. أظن ذلك.. وياكريم..!!