حثت بريطانيا شركاءها الاوروبيين في حلف شمال الاطلسي على زيادة مساهماتهم العسكرية في افغانستان قائلة ان من الخطأ توقع ان تضطلع الولاياتالمتحدة بالنصيب الاكبر في القتال. وفي اقوى انتقاد توجهه بريطانيا حتى الان لجهود حلفائها الاوروبيين في القتال ضد طالبان قال وزير الدفاع البريطاني جون هاتون ان على الجميع في حلف الاطلسي ان "يتحملوا مسؤولياتهم". واضاف قائلا في مؤتمر صحفي يوم الخميس "نحتاج الى مجموعة كاملة من القوات الفعالة وليس لدينا ذلك في ساحة القتال في الوقت الراهن. ليس لدينا الامدادات المناسبة وليس لدينا مجموعة الدعم المناسبة. ولهذا علينا ان نتحمل المسؤولية ويجب على الجميع في حلف الاطلسي ان يفعل ذلك." وقال هاتون الذي وصف الصراع في افغانستان بانه مسألة فارقة لحلف الاطلسي انه "ليس من الامانة او المعقول ان نقول باستمرار ان بامكان الامريكيين القيام بكل هذا. فذلك لن يكون حلفا وذلك طريق ذي اتجاه واحد وذلك ليس جيدا بما فيه الكفاية." وفي كلمة القاها في وقت لاحق امام المؤتمر اعترض هاتون على "وضع كل الحمل على عاتق الامن العسكري الامريكي". واوضح ان كلماته موجهة الى الاعضاء الاوروبيين في حلف الاطلسي. وتعهد الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما الذي يتولى السلطة رسميا يوم الثلاثاء بارسال المزيد من القوات الى افغانستان للتصدي لعنف المسلحين الذي سجل اعلى مستوى له منذ اطاحت قوات تقودها الولاياتالمتحدة بحكومة طالبان اواخر 2001. ومن المتوقع نشر ما يصل الى 30 الف جندي امريكي في افغانستان خلال الاشهر الثمانية عشرة القادمة وهو ما سيضاعف حجم القوات الامريكية هناك الى المثلين تقريبا. ومن المتوقع ان تتعرض بريطانيا التي تتأهب لسحب جميع قواتها تقريبا من العراق بحلول نهاية يوليو تموز لضغوط من اوباما لارسال المزيد من الجنود الى افغانستان. وقال دبلوماسي من حلف الاطلسي في بروكسل ان هاتون يعد الرأي العام البريطاني فيما يبدو لمواجهة التزامات جديدة في افغانستان. وقال الدبلوماسي "هذا امر يجب ان تفعله بريطانيا قبل ان يخرج اوباما علانية ويقول : (ايها الحلفاء الاوروبيين عليكم ان تفعلوا المزيد)." وقال هاتون ان من السابق لاوانه القول بأن بريطانيا ستتعهد بارسال المزيد من القوات قائلا ان المناقشات لا تزال جارية. وتشارك القوات البريطانية في القتال العنيف في جنوبافغانستان. وقتل جنديان بريطانيان في انفجار هناك يوم الاربعاء ليرتفع عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا هناك منذ عام 2001 الى 141. وتصر الحكومة على ان المهمة في افغانستان حيوية للامن القومي البريطاني لكن الرأي العام يشك في ذلك. واظهر استطلاع اجراه مركز (آي سي ام) لهيئة الاذاعة البريطانية في نوفمبر تشرين الثاني ان ثلثي البريطانيين يريدون ان تنسحب القوات البريطانية من افغانستان في غضون عام. ودعا قادة لحلف الاطلسي والولاياتالمتحدة مرارا الحلفاء الاوروبيين الى ارسال المزيد من القوات والتخلي عن القيود على طريقة استخدام القوات في افغانستان.