عمت فرحة عارمة في سلطنة عمان بعد تأهل منتخبها الى نصف نهائي دورة كأس الخليج التاسعة عشرة لكرة القدم وارتفع منسوب الامل بلقب طال انتظاره وتحديدا منذ المشاركة الاولى في البطولة عام 1974. وحقق المنتخب العماني فوزا صريحا على نظيره البحريني 2-صفر امس السبت في الجولة الثالثة الاخيرة من الدور الاول ضمن منافسات المجموعة الاولى فتصدر ترتيبها امام الكويت، وينتظر مقابلة ثاني المجموعة الثانية (السعودية او الامارات او قطر).ويأتي فوز المنتخب العماني الاخير، بعد نتيجة تاريخية ضد نظيره العراقي في الجولة الثانية باربعة اهداف نظيفة، اعقب تعادلا سلبيا في المباراة الافتتاحية امام الكويت.وخرج العمانيون بمسيرات حاشدة الى الشوارع واحتفلوا بتأهل منتخبهم حتى ساعات الصباح الاولى، ولم يقتصر الامر على العاصمة فقط بل امتد الى جميع محافظات سلطنة عمان، وكان لسان حال المحتفلين ان تبقى هذه المسيرات تعبيرا عن الفرح والبهجة حتى احراز اللقب.ويأمل العمانيون ان يتوج منتخبهم بطلا لدورة الخليج للمرة الاولى في تاريخه بعد ان افلت منهم اللقب في الدورتين الماضيتين اثر خسارة المنتخب في المباراة النهائية، في "خليجي 17" في الدوحة عام 2004 امام قطر 4-5 بركلات الترجيح بعد تعادلهما في الوقتين الاصلي والاضافي 1-1، وفي "خليجي 18" في ابو ظبي عام 2007 امام اصحاب الارض ايضا بهدف مقابل لا شيء. ورغم ان عمان استضافت دورة كأس الخليج مرتين في السابق، في النسخة السابعة عام 1984 وتوج فيها المنتخب العراقي، ثم في النسخة الثالثة عشرة عام 1996 وكان اللقب حينها من نصيب الكويت، فان اصحاب الارض هذه المرة يملكون افضلية لابقاء الكأس في بلادهم.واكد مدرب منتخب قطر، الفرنسي برونو ميتسو المتوج بطلا مع الامارات في الدورة الماضية، هذه المقولة باعتباره ان "اصحاب الارض يملكون افضلية اكثر من المنتخبات الاخرى لاحراز اللقب، وان هذا ما تحقق في الدورتين السابقتين". شهدت الاعوام الماضية تطورا ملحوظا في مستوى المنتخب العماني الذي ما يزال يبحث عن انجاز يرفع معدل الثقة بامكانية المنافسة اقليميا وعربيا واسيويا وحتى في تصفيات كأس العالم، لدرجة ان معظم الخبراء الفنيين يشيدون بمهارات اللاعبين العمانيين وامتلاكهم القدرة على الاحتراف الخارجي.ويحترف معظم لاعبي المنتخب العماني في الاندية الخليجية وفي غالبيتهم في قطر، باستثناء الحارس علي الحبسي الذي يحافظ على نظافة شباكه في هذه البطولة حتى الان الذي يحترف في بولتون الانكليزي، وقد مدد عقده معه قبل فترة وجيزة الى عام 2014. المدرب الفرنسي كلود لوروا يقود المنتخب العماني منذ فترة، وقد مدد الاتحاد العماني عقده حتى عام 2014 ايضا، لا يمتلك ربما خبرة خليجية كمدربي المنتخبات الاخرى التي تعمل في المنطقة منذ فترة كونه امضى سنوات طويلة في افريقيا، اعترف بأنه تسلم منتخبا جيدا وجاهزا تقريبا.وكان مدرب منتخب البحرين التشيكي ميلان ماتشالا الذي قاد المنتخب العماني لاربعة اعوام ووصل معه الى النهائي الخليجي مرتين اعلن انه "سلم لوروا منتخبا جاهزا"، ولم ينكر المدرب الفرنسي ذلك بقوله "انه يملك مجموعة جيدة من اللاعبين وجاهزة حاول ان يضع بصمتها عليها وانه فخور بالعمل معهم".لوروا بدأ يقترب في حديثه من اللقب بعد ان حاذر ذلك في بداية الدورة بتأكيده "ان تحقيق الكأس يحتاج الى فوزين وثقتي باللاعبين كبيرة"، مستدركا في الوقت ذاته ان هناك "فرقا قوية ستنافسنا كالسعودية والامارات وقطر، ولكن سنعد العدة للمنتخب الذي سنقابله في نصف النهائي قبل التفكير في المباراة النهائية لان كل مباراة لها حساباتها الخاصة".ولم يبالغ لاعبو المنتخب العماني بالاحتفال بالتأهل الى نصف النهائي بل حافظوا على تركيزهم معتبرين ان المهمة لم تنته بعد. وقال صانع الالعاب فوزي بشير ان "التركيز امام البحرين لم يكن على الجانب الفني بل على النقاط الثلاث"، معتبرا ان "المباراة المقبلة لها خصوصية كونها تحدد املنا في التأهل الى النهائي".الحارس المتألق على الحبسي قال بدوره "استطعنا ان نفوز على المنتخب البحريني رغم قوته من الناحية الفنية وخبرته الطويلة في دورات كأس الخليج، لكن لدينا رحلة اهم الان ونتمنى المؤازرة فيها"، اما زميله المهاجم حسن ربيع صاحب الثلاثية في مرمى العراق فااوضح ان "المنتخب سيقدم اداء افضل لمواصلة المشوار في البطولة التي تقام على ارضه". لاعب الوسط سلطان الطوقي الذي شارك في الشوط الثاني امس اوضح ان "مستوى المنتخب العماني في تطور وان المشوار في البطولة ما يزال طويلا"، اما المهاجم بدر الميمني الذي سجل الهدف الاول امس في مرمى البحرين بقال "اننا نزحف نحو الكأس وهذا هو الهدف الاكبر للمنتخب ومطلب من الجماهير العمانية"، مؤكدا "لم يتضح الطريق الى اللقب بعد ويجب علينا ان نفكر خطوة بخطوة من الحصول على الكأس".