أشارت اسرائيل إلى أنها قد تدرس اقتراح مصر لهدنة تنهي هجومها على قطاع غزة الذي مضي عليه 12 يوما. وقالت سفيرة اسرائيل لدى الأممالمتحدة جابرييلا شاليف ان الاسرائيليين يحملون "على محمل الجد" اقتراح مصر لهدنة في غزة لكنها لم توضح هل ستقبله اسرائيل أم لا. وقالت شاليف للصحفيين "انا على يقين انه سيدرس وستعرفون ما إذا كان مقبولا. ولكننا نحمله على محمل الجد كل الجد." لكنها لم تقدم اي تأكيد ان اسرائيل سترد بالايجاب على الاقتراح. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الذي رأس اجتماعا خاصا لمجلس الامن بشأن ازمة غزة ان فرنسا تنتظر رد اسرائيل على اقتراح الهدنة الذي عرضه الرئيس المصري حسني مبارك بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وأضاف قوله "يحدونا الأمل انه سيكون ردا ايجابيا." ولاقى اعلان مبارك تأييدا صريحا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الليبي محمد عبد الرحمن شلجم واخرين خلال جلسة المجلس التي استمرت اربع ساعات. وقال دبلوماسيون ان المفاوضات في نيويورك بشان قرار هدنة قد طغى عليها اقتراح الرئيس مبارك الذي يدعو الى هدنة مبدئية محدودة للسماح بدخول معونات الاغاثة الى غزة واعطاء مصر وقتا للتوسط من أجل هدنة دائمة. وقال كوشنر مرددا مطالب الولاياتالمتحدة ان اي هدنة يجب ان تضمن انهاء اطلاق الصواريخ الفلسطينية على جنوب اسرائيل وتهريب الاسلحة من مصر الى مقاتلي حماس في غزة. وقال ايضا ان الهدنة قد تتطلب ايضا نشر مراقبين دوليين. وقالت رايس انه من الضروري ان تبسط السلطة الفلسطينية التي يتزعمها عباس سيطرتها على غزة. وقالت "يجب أن يكون هدفنا تحقيق الاستقرار وإعادة الحياة الى طبيعتها في غزة." واشارت الى ان اي هدنة "يجب ان تكون حلا لا يسمح باعادة تسليح حماس." واستنكرت سفيرة اسرائيل في الاممالمتحدة جابرييلا شاليف فكرة ان المجلس ملزم بالتأثير على الصراع. وقالت "مصداقية هذا المجلس لا تقاس بالأوراق التي يصدرها انما بالقيم التي يساندها." وانتقد عباس اسرائيل لتجاهلها دعوات من شتى انحاء العالم لانهاء حملتها العسكرية في غزة وبسبب العدد الكبير من الوفيات بين المدنيين الذي خلفته. وقال عباس "أن آلة الدمار الاسرائيلية مستمرة في القتل وارتكاب أشنع الجرائم الممكنة على الرغم من الاجماع الدولي وهو اجماع غير مسبوق في الدعوة إلى انهاء هذه المذبحة في حق مدنيين ابرياء لا يستحقون هذه الوحشية." وكان بين كبار الدبلوماسيين الآخرين الحاضرين في اجتماع المجلس وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ومسؤولون عرب كبار من بينهم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. وفي وقت سابق يوم الثلاثاء قالت مصادر طبية إن قذائف دبابات إسرائيلية قتلت أكثر من 40 فلسطينيا في مدرسة للأمم المتحدة يحتمي بها مدنيون في قطاع غزة في واحدة من أبشع جرائم الإبادة. وقال الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون ان الهجمات على المدارس "غير مقبولة على الاطلاق ويجب الا تتكرر". وقال انه سيسافر الى اسرائيل والمناطق الفلسطينية الاسبوع القادم لدعم الجهود من اجل انهاء الأزمة. وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع غزة إن أكثر من 650 فلسطينيا على الأقل استشهدوا بينما أصيب أكثر من ثلاثة آلاف آخرين منذ بدأ الهجوم الإسرائيلي. وقتل عشرة إسرائيليين بينهم ثلاثة مدنيين في هجمات صاروخية فلسطينية.