اكملت الامانة العامة للمجمع الفقهي الاسلامي في رابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة استعدادات عقد المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها، الذي سيعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في مقر رابطة العالم الاسلامي في الفترة من 20-24-1-1430ه الموافق للفترة من 17-21-1-2009م. وبين فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن زابن المرزوقي البقمي، الامين العام للمجمع الفقهي الاسلامي وعضو مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية ان المجمع اختار موضوع الفتوى وضوابطها لمناقشته في هذا المؤتمر العالمي، ودعا عددا كبيرا من الفقهاء والعلماء والمفتين للمشاركة، يربو عددهم على مئة وسبعين عالماً وباحثاً، مشيرا الى اهمية الفتوى في حياة المسلمين، وان يتصدى لها اهل الاختصاص بها من الفقهاء والمفتين المخلصين الاتقياء، الذين يخشون الله سبحانه وتعالى، وقال: إن الامانة العامة للمجمع الفقهي الإسلامي وضعت الخطط اللازمة لإنجاح المؤتمر، وكلفت عدداً من اصحاب الفضيلة الفقهاء المشاركين فيه بإعداد بحوث واوراق عمل وافية لمناقشة موضوع الفتوى وضوابطها وقد قدم اكثر من اربعين بحثاً من خلال ثمانية محاور هي: 1- الفتوى واهميتها. 2- الفتوى وتأكيد الثوابت الشرعية. 3- الاجتهاد الجماعي واهميته في مواجهة مشكلات العصر. 4- تغير الفتوى. 5- الفتاوى الشاذة وخطرها. 6- التلفيق. 7- تنظيم الفتوى - احكامه وآلياته. 8- فتاوى الفضائيات وآثارها. وقال فضيلة الشيخ الدكتور المرزوقي ان المؤتمر سوف يسهم ان شاء الله تعالى في تأصيل المهام المتعلقة بالإفتاء واصدار الفتاوى وفي معالجة المشكلات التي تتعرض لها الفتوى في هذا العصر الذي كثر فيه المتصدون للافتاء عبر المحطات الفضائية والانترنت والصحف، وبينهم من هم ليسوا من اهل الاختصاص، وقد يسيء بعضهم الى الفتوى والى الشريعة بسبب الجهل بأصول الفتوى وصحة الافتاء. واوضح د. المرزوقي ان المؤتمر سوف يصدر بعد اكمال مناقشاته للبحوث التي اعدها المشاركون ميثاقا للفتوى، يتضمن الرؤية التي سيتم التوصل اليها بشأن الفتوى وضوابطها، واعمال الافتاء والمهام التي ينبغي ان تقوم بها دور الافتاء في العالم الاسلامي وفي البلدان التي تعيش فيها اقليات اسلامية بغية اصدار الفتاوى المحققة. واشار فضيلته الى ان الامانة العامة للمجمع الفقهي الاسلامي عقدت تسع عشرة دورة، ونظمت سبع ندوات ومؤتمرات فقهية عالمية، وذلك تحقيقا للاهداف التي انشئ المجمع من اجلها. وقال فضيلته ان دوافع تأسيس المجمع تتلخص في دراسة ما يستجد من قضايا في العالم مما يحتاج الى نظر من العلماء سواء كان ذلك داخل البلدان الاسلامية او في البلدان غير الإسلامية التي تعيش فيها اقليات مسلمة من اجابات شرعية على النوازل والقضايا الجديدة التي تحتاج الى اجابة جماعية ومجابهة التيارات الفكرية، وبيان الحكم الشرعي فيها مؤكدا فضيلته انه من هنا تتأكد عاملية الإسلام ومرونته واتساعه وصلاحيته لكل زمان ومكان، واثبات ان لله حكماً في كل حادثة، وان هذا الدين جاء لجلب المصالح للناس، ودرء المفاسد عنهم ليسعدوا في الدنيا والآخرة، ان هم اتبعوا احكامه، والتزموه في جميع شؤون حياتهم. وعن اهداف المجتمع بين د. المرزوقي انها تتمثل فيما يلي: 1- بيان الاحكام الشرعية فيما يواجه المسلمين في انحاء العالم من مشكلات ونوازل وقضايا مستجدة من مصادر التشريع الاسلامي. 2- ابراز تفوق الفقه الاسلامي على القوانين الوضعية واثبات شمول الشريعة واستجابتها لحل كل القضايا التي تواجه الامة الإسلامية في كل زمان ومكان. 3- نشر التراث الفقهي الاسلامي واعادة صياغته، وتوضيح مصطلحاته وتقديمه بلغة العصر ومفاهيمه. 4- تشجيع البحث العلمي في مجالاته وفروعه. 5- جمع الفتاوى والآراء الفقهية المعتبرة للعلماء المحققين، والمجامع الفقهية الموثوقة في القضايا المستجدة، ونشرها بين عامة المسلمين. 6- التصدي لما يثار من شبهات وما يرد من اشكالات على احكام الشريعة الاسلامية. هذا واعرب د. المرزوقي عن عظيم الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - ايده الله - على رعايته لهذا المؤتمر العالمي، مما يعطيه قوة تسهم في تحقيق اهدافه ان شاء الله، ودعا الله العلي القدير ان يثيب خادم الحرمين الشريفين على ما يقدمه من خدمات جليلة للاسلام وشريعته، وان يجعل ذلك في موازينه.