مسرحية كلاسيكية مثيرة وجميلة أبطالها محمد السحيمي وعلي السعلي وهي من فصل واحد ونستطيع أن نَسِمُهَا بأنها مزيج من المأساة والملهاة لم يسدل ستارها ولكنها هذه المرة حقيقة ولم تكن تمثيلاً بل في قاعة الأمير الدكتور فيصل بن محمد بمقر جمعية الثقافة والفنون بالباحة وكان من جملة الحضور د. علي الرباعي والشاعر ومدير جمعية الثقافة والفنون بالباحة علي بن خميس البيضاني والشاعر غرم الله الصقاعي والأستاذ نايف الخمري والمشرف الثقافي بتعليم المخواة القدير: ناصر العمري والزميل محمد البيضاني وعلي الزهراني ( السعلي ) تفاوتت الآراء ومورس التراشق بالألفاظ مما أدى إلى خروج أحد مؤسسي المسرح بثقافة وفنون الباحة علي السعلي من قاعة الأمسية غاضباً كان ذلك في الأمسية الثقافية التعريفية ب ( جمعية المسرحيين السعوديين ) والتي ألقاها الكاتب المسرحي الثرثار محمد السحيمي عضو مجلس إدارة الجمعية وسانده فيها المسؤول المالي بذات الجمعية الأستاذ : يوسف بن صالح الخميس حيث قدم للضيفين المشرف على الإعلام والنشر بثقافة وفنون الباحة الزميل محمد آل ناجم ثم أبحر السحيمي بالحاضرين والذين لم يتجاوزوا عدد الأصابع فقط جلّهم من النخبة المهتمة بالمسرح وقضاياه واستلَّ قلما وبدأ يشرحُ ويحلل ويطلب من الحاضرين الكتابة والمتابعة في جو سادته الثرثرة الجميلة حيث عرَج السحيمي بإلمامة بسيطة بتاريخ المسرح السعودي وأصلَ أفضلية وأولوية مسرح السباعي ثم أكثر من الحديث عن الأستاذ : عبد العزيز ربيع باعتباره أول سعودي أكاديمي يحصل على دبلوم المسرح ثم اجتزأ عبارة من الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي من ورشة الطائف المسرحية مبدياً اعتراضه على التسمية حيث وسم الحارثي المسرح - كما يقول - ب ( ابن الحرام ) في حين رمى السحيمي المسرح بمقولة ( ولد الشغالة ، مسيار ) ورأى من خلال إسهابه عن اعتبار هيئة المسرحيين السعوديين المنشأة حديثاً ما هي إلا لعبة بيروقراطية أو كما وصفها تناثر دماء المسرح بين القبائل لم يخجل من إبداء رأي وكيل وزارة الثقافة والإعلام والشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل من كون جمعية المسرحيين السعوديين ما هي إلا مطالبة مؤسساتية تتحدثُ باسم كل المسرحيين لتسهل عملية المطالبة ولتكون أقوى وأسرع لمستقبل معهد عالٍ للفنون ثم جدف بحديثه الشيق عن أهداف الجمعية والتي ولدت بطلق صناعي كما وصفها من نشر الوعي المسرحي وتوسيع قاعدة ممارسته في أنحاء المملكة والارتقاء بمستوى المسرح السعودي والاهتمام برعاية المواهب الشابة وتشجيعها في جميع مجالات العمل المسرحي ثم أضاف السحيمي تعدد الأهداف بنقل التجارب والمعارف الفنية والإدارية من خلال الإعداد والتدريب واستقطاب الخبرات المسرحية من داخل وخارج المملكة وأطال الحديث في هدف جمعية المسرحيين السعوديين باعتباره الأهم بتكريم الرواد والمبدعين المسرحيين والفرق المسرحية ونقل التجارب والمعارف الفنية والإدارية والعمل على توثيق الحركة المسرحية وحفظ حقوق الأعضاء ومساندتهم أمام الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية واختتم الأهداف برعاية الإنتاج الفكري والمسرحي ثم اختزل حديثه الممتع عن المسرح بإنجازات هيئة المسرحيين السعوديين خلال عام والوقت الذي استغرقوه - بطريقة تدعو إلى السخرية - وهي : 1 – فتح حساب باسم الجمعية والذي استغرق حوالي شهرين ونصفًا . 2- إنشاء صندوق بريد للجمعية مدة استغراقه ثلاثة أشهر . 3- إقرار الشعار والذي أبدعه الفنان عمر عسيري والذي تم إنجازه مدة عام كامل وبدأ يشرح حيثيات الشعار بطريقة مسرحية على الحضور ثم ختم أمسيته المسرحية التعريفية بمسمى الجمعية العمومية والاستثنائية وشرح باستفاضة شروط الالتحاق بجمعية المسرحيين السعوديين والتفريق بين العضو العامل والمشارك والشرفي وقيمة الاشتراك وشرط فتح فروع للجمعية بمناطق المملكة بعشرين عضواً ثم بعد ذلك داخل أحد الحضور من اعضاء مسرح الباحة بعملية اختيار تمثيل المملكة خارجيّاً أن فيها محسوبية وواسطة ووافقه السحيمي فيما قال ولم يخجل من ذلك كما قال ! ثم داخل الزميل علي الزهراني ( السعلي ) بعبارة : لقد مارس عبد القادر الغامدي الثرثرة في مداخلته كما مارسها السحيمي في أمسيته واستدرك أنها ثرثرة جميلة وصبَّ جام غضبه على ما قاله السحيمي وأبدى استياءه من عدم حماية جمعية المسرحيين السعوديين له كما يقول من أن مسؤولي مسرح الباحة هضموا حقوق أرشفة وأفضلية رواد المسرح بالباحة وذكر منهم الفنان المسرحي الأستاذ : عبد الرحمن مسفر الغامدي وعلي الزهراني وآخرين وقال عبارة أغضبتْ بعض الحاضرين وهي ( هل تستطيعُ جمعيتكم المولودة خديجًا حمايتي من إنصاف هؤلاء ؟) وحاول البعض تكميم وتحجيم وتسفيه رأي السعلي لكنه أكمل ماذا تريدون مني أن أحاسب جمعيتكم عليه قبل وأثناء وبعد الجمعية؟ واختتم حديثه الناري بتشبيه خديج جمعية المسرحيين السعوديين بهيئة الصحفيين بمبنى جميل فخم وبداخله خواء تام تسمع صدى الأصوات فيه فرد السحيمي عليه بلباقته ولكن مسؤول المسرح بدأ برميه بتراشق لفظي فما كان منه إلا أن اعتذر مقلداً لباقة السحيمي وخرج من القاعة .