السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، اطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم بعددها الصادر يوم الجمعة 30 شوال 1434ه ، الموافق 6 سبتمبر 2013م بعنوان "رسالة للأمير فيصل بن سلمان"، للكاتب خالد سعيد باحكم، والذي طالب خلاله بزيادة عدد المدن الترفيهية في المدينةالمنورة، وتساءل عن إنجازات الهيئة العامة للسياحة والآثار على مدى السنوات الماضية في تطوير الجانب السياحي بالمدينةالمنورة، معرباً عن تمنياته بعدم هدم أحياء المدينة القديمة باعتبارها من معالم المدينةالمنورة القديمة.وإذ نشكر الهيئة العامة للسياحة والآثار صحيفتكم والكاتب على الاهتمام بالكتابة عن الموضوعات الخاصة بالسياحة والتراث الوطني، فإننا نود توضيح بعض النقاط على النحو التالي: بداية نتفق مع الكاتب في مطالبته بزيادة عدد المدن الترفيهية في المدينةالمنورة، ونشير إلى أن ما هو موجود من المدن الترفيهية يحتاج إلى التطوير، خصوصاً أنه لا يفي بالاحتياجات المطلوبة لسكان المدينة وروادها، كما أن قلة عدد المدن الترفيهية هو موضوع استثماري، وسيتم بحث مسببات العزوف عن الاستثمار في هذا المجال، وتقديم التسهيلات التي من شأنها تشجيع إنشاء المزيد من المدن الترفيهية والمشاريع السياحية الأخرى في المدينةالمنورة. وتشير الهيئة إلى أن عضوية كل من أمانة منطقة المدينةالمنورة، وهيئة تطوير المدينةالمنورة في مجلس التنمية السياحية في المنطقة، سيسهم بشكل كبير في علاج العديد من الملاحظات الخاصة بالسياحة التي ذكرها الكاتب في مقاله. وحول ما ذكره الكاتب عن العناية بالمواقع الأثرية في المدينةالمنورة، توضح الهيئة انها أولت مواقع التاريخ الاسلامي اهتماماً كبيراً، وقد انشأت الهيئة لهذا الغرض برنامج العناية بمواقع التاريخ الاسلامي للمحافظة على تلك المواقع، ويجسد هذا البرنامج توجيهات المقام السامي الكريم والدولة بتاريخنا الاسلامي المجيد، وبإعطاء عناية خاصة بمواقع التاريخ الاسلامي، وخاصة المواقع المرتبطة بالسيرة النبوية، وتوثيق المواقع والمعالم المرتبطة بهذه الحقبة العظيمة ودراستها، بهدف المحافظة عليها وتوظيفها للفائدة العلمية والثقافية، وتهيئتها لتكون مواقع للدعوة ومعايشة التاريخ الاسلامي. وينسجم هذا البرنامج مع الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة لتراثها الحضاري، برعاية كريمة وتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ومتابعة من سمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظهما الله، ويعد البرنامج من أهم المشاريع التي تعمل عليها الهيئة في مجال الاهتمام بالآثار والتراث الوطني، كما أنه أحد مشاريع مبادرة البعد الحضاري التي تتضمن عدداً من المشاريع الكبرى التي سيتم تنفيذها في عدد من مواقع التاريخ الاسلامي في منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. وقد عملت الهيئة منذ انتقال قطاع الآثار والمتاحف اليها على الحفاظ على مواقع التاريخ الاسلامي واعادة تأهيلها وفتحها للزيارة، وأسفرت جهودها عن صدور الأمر السامي الكريم رقم 3212/م بتاريخ 14 /4/ 1429ه بدعم كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - والذي حسم موضوع التعدي على مواقع التاريخ الاسلامي، وكلَّف الهيئة بعمل حصر كامل لجميع تلك المواقع في منطقتي المدينةالمنورةومكةالمكرمة، ووقف جميع أنواع التعديات على كافة المواقع ومنها المساجد. وقامت الهيئة بتنفيذ القرار السامي الخاص بتكليفها بحصر مواقع التاريخ الاسلامي في المدينةالمنورةومكةالمكرمة، بهدف المحافظة على جميع مواقع التاريخ الإسلامي والمباني التراثية والمساجد التاريخية وعدم إزالتها، وشكلت الهيئة لجنة لحصر تلك المواقع في المنطقتين بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية ومجموعة من المتخصصين والمؤرخين والمهتمين بآثار المنطقتين، بهدف إعداد قوائم أوليت بمواقع التاريخ الاسلامي فيهما، ونتج عن المسح الميداني حصر "384" موقعا في المنطقتين، منها "266" موقعا في المدينةالمنورة وحدها.ونود التنويه إلى أن التنمية السياحية عمل تكاملي لا تستأثر به جهة دون أخرى، وهذا ما تعمل الهيئة على تأصيله، وتسعى إلى تطوير منظومة العمل السياحي بما يحقق ا لتنمية المطلوبة. وفيما يخص انجازات فرع هيئة السياحة بالمدينةالمنورة، فإننا نرحب بزيارة الكاتب لفرع الهيئة للتعرف على ما قام به من جهود وانجازات، كما يمكن للكاتب الدخول على موقع الهيئة الإلكتروني http://www.scta.gov.sa أو التواصل مع الهيئة عبر البريد الإلكتروني للحصول على ما يحتاجه من معلومات حول جهود الهيئة في دعم وتطوير السياحة في المدينةالمنورة والتي تؤسس لمشاريع وخدمات سياحية قادمة ، والإشراف على قطاع الإيواء وتنظيمه في المنطقة وتسويقها ودعم الفعاليات والمهرجانات فيها، علاوة على دعم المشاريع السياحية من خلال مركز الاستثمار، ودعم مشاريع التراث العمراني في المنطقة. ختاماً نشكركم على طرح ومناقشة مثل هذه الموضوعات المتعلقة بالسياحة والتراث، والتي توليها الهيئة العامة للسياحة والآثار عناية كبيرة، آملين نشر هذا الإيضاح في المكان المناسب.وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري ،،،مدير عام الاعلام والعلاقات العامة ماجد بن علي الشدي.