كشفت دراسة أمريكية حديثة أن آباء الطبقة المتوسطة الذين اعتادوا الصراخ دائماً في وجه أبنائهم المراهقين بغرض تأديبهم يزيدون فرص إصابتهم بالاكتئاب والاضطرابات السلوكية. وقال الباحثون إنه حتى لو كان الأبوان يتمتعان بعلاقة وثيقة مع الابن أو الابنة، فإن التأديب القاسي من خلال الصراخ الدائم أو التعنيف بشتائم أو ألفاظ تتصف بالقسوة والخشونة يكون له تأثير كبير على التطور العاطفي للأبناء في مرحلة المراهقة. وشملت الدراسة (وفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية) 976 أسرة في الولاياتالمتحدة، معظمها من الطبقة المتوسطة، ووجد الباحثون أن الكثير من هذه الأسر انتقلت من التأديب البدني إلى اللفظي مع دخول أولادهم مرحلة المراهقة وكانت معظم أشكال هذا التأديب تتصف بقسوة بالغة. ووجد أن استخدام الآباء والأمهات لهذا العقاب عند بلوغ المراهق عامه الثالث عشر يزيد من فرص معاناته من مشكلات سلوكية أو عاطفية في مرحلة لاحقة من حياته، وأشار الباحثون إلى أن هؤلاء المراهقين يعانون من أعراض الاكتئاب ما بين سن ال13 وال14 أكثر من الذين لم يتم تأديبهم بهذا الشكل القاسي، بينما تزيد فرص إصابتهم بمشكلات سلوكية مثل سوء السلوك بالمدرسة أو الكذب أو السرقة أو الشجار. وأكد القائمون على الدراسة عدم صحة الاعتقاد السائد بأن التأديب اللفظي القاسي لن يكون له أي عواقب طالما أن الأبناء سيفهمون أن الوالدين يفعلان ذلك من فرط حبهما لهم، موضحين أن علاقة الأبوين الوثيقة مع الأبناء لن تقلل من تأثير هذه المعاملة اللفظية الخشنة عليهم. وليس على مستوى المنزل فقط ومعاملة الآباء فحسب، فقد أكد عدد من الباحثين أن تعرض بعض المراهقين إلى معاملة سيئة من قِبل المدرسين يمكن أن يكون له دلالات على شخصية المراهق من أهمها الاكتئاب، الانطوائية، وكتساب العنف. وأكدوا على ضرورة ملاحظة مدير المدرسة سلوك المعلم والمعلمة لتفادي كثير من المشاكل، وعليه يتوجب التواصل مع المعلمين والمعلمات عن طريق الاجتماعات المطولة، والتعامل معهم بالحسنى؛ لأن فريق العمل يحتاج أيضاً كثيراً من الحنان. وبعيداً عن ذلك، أوضحت دراسة تناولت العنف والإيذاء داخل المدارس، أن 23 في المئة من الأطفال في سن ستة أعوام إلى عشرة في المرحلة الابتدائية يعدون الأكثر تعرضاً للتحرش الجنسي وفق العينة التي شملتها الدراسة والتي تركزت على أثر العنف الجنسي على المجتمع.