وسيلة استقر عليها مجموعة من الهواة ليذكروا الشباب بهويتهم العربية، فقد كان لانتشار الكلمات الأجنبية في ملابس الشباب، دافعاً لهم لابتكار الفكرة، وذلك عن طريق تزيين الملابس بعبارات من الثقافة العربية، ثم تحولت الفكرة من وسيلة تعبير إلى تصاميم وملابس لاقت إقبالا متزايدا من الشباب السعودي. وكانت قد ظهرت في الفترة الأخيرة ملابس شبابية في الأسواق السعودية على الطراز الغربي مستوردة من الخارج تحمل كلمات بذيئة وذات دلالات جنسية مكتوبة باللغة الإنجليزية، ثم أصبحت الجمارك تدقق على جميع الملابس، لمنع دخول الملابس المكتوب عليها عبارات مسيئة للدين أو عبارات بذيئة وخادشة للحياء، وعند اشتباه الموظف بالعبارات المكتوبة يقوم بعرضها على لجنة بالجمرك مختصة بالأصناف المقيدة والممنوع دخولها، إذ تقوم بفحص الكتابة وإصدار قرار موضح به الكلمات والعبارات أو العلامات وسند المنع أو الفسخ، ويحدد بالقرار السماح بدخولها أو منع دخولها أو عبورها أراضي المملكة، وفي حالة منع دخولها تعاد لمصدرها. وتقوم فكرة "تيشيرت" الخط العربي على طباعة الكلمات والشعارات ذات الطابع الدلالي، حيث يشير بعض العاملين في هذا المجال إلى أن الرسائل والعبارات التي تطبع على الملابس، يحملها الشباب على صدورهم ويتحركون بها بين الناس، فتصل لأكبر عدد ممكن، ومن خلالها يتذكر الشباب لغتهم، وهذا هو أحد أبرز أهداف "تيشيرت" الخط العربي. ويشار إلى أن بعض الشباب، يرتدون ملابس لا يفهمون المكتوب عليها لمجرد أنها مكتوبة بلغات أجنبية، ويتفاخرون بلبسها رغم أنها أحيانا تعبر عن عبارات بذيئة وخارجة عن القيم، لذلك كان لابد من وجود بديل مناسب يجمع بين الهوية العربية والموضة الحديثة. إلا أن كل شعار في "تيشيرت" الخط العربي يدرس بعناية، فهو ليس مجرد تصميم على قطعة ملابس وإنما رسالة، مضيفا أن هناك إقبالا كبيرا من الشباب السعودي على هذه الملابس، كما أن هناك طلبا لإيجاد مقاسات للأطفال وأخرى تناسب فصل الشتاء. كما أن الشعارات المطبوعة على "تيشيرت" لم تقتصر على الأحرف العربية، بل امتدت إلى الرموز العربية التي لا نهاية لأشكالها وتصميماتها، كالدلة والصحراء والنخل والبرقع، وغيرها من الوجوه المستوحاة من تفاصيل البيئة العربية والتي من شأنها أن تساهم في التصدي للأفكار الغربية وتذكير الشباب ببيئتهم واسترجاع الإحساس بالهوية. تجدر الإشارة، إلى أن ظاهرة الكتابة العربية على الملابس، ظهرت لأول مرة في العام 2004م، وذلك أثناء أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث برزت موضة التيشيرتات مكتوب عليها (أنا أحب نبينا محمد، عليه الصلاة والسلام) باللغتين العربية والإنجليزية. وانتقلت هذه الظاهرة بعدها إلى مشاريع تجارية صنعت أزياء وإكسسوارات بالخط الكوفي والرقعة والنسخ والعثماني، ولكن الخط الكوفي يعتبر من أكثر الخطوط المستخدمة فيما يعتبر القطن من أكثر الخامات التي تظهر فيها الكتابة بشكل جميل. وقد شدد التربويون على أهمية هذه الفكرة في ترسيخ الثقافة العربية لدى الشباب بالإضافة إلى ضرورة أن يكون للعائلة السعودية دور كبير في توعية الفتيات والشباب، إذ إن مجتمعنا شرقي، وأن إغراق الأسواق بملابس تحتوي على عبارات أجنبية بذيئة يعد من المؤشرات الخطرة التي يتوجب على الحكومة إصدار قوانين تحكم بها التجار وأصحاب شركات الاستيراد والتصدير بعدم استيرادها للمملكة .