"من جدك"، و"عندك شيء" و"مع نفسك"، و"إيش الهرجة".. عبارات محلية انتقلت من اللغة المتداولة لشباب هذه الأيام لتتصدر تيشيرتات لاقت رواجا كبيرا، خصوصا بعدما ارتدى مقدم برنامج "لا يكثر" فهد البتيري أحد هذه التيشيرتات مما عرف الجمهور بها، ولكن يظل السؤال .. من خلف هذه التصاميم الشبابية الجريئة؟. صاحب الفكرة هو المبتعث السعودي في كندا أحمد فاروق كونش الذي أنهى مرحلة الماجستير في الفنون الإعلامية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، ومقيم حاليًا في مدينة فانكوفر الكندية كمرافق لزوجته المبتعثة أيضا لدراسة إدارة الأعمال، وعمل في مجال الدعاية والإعلان وتصميم الهويات لمدة تجاوزت سبع سنوات. حول بداية الفكرة قال كونش "كانت الفكرة في بالي منذ فترة طويلة، لكنها تبلورت وبدأت تتشكل قبل حوالي أربعة أشهر، فبعد تخرجي بدأت بعض الأفكار التجارية تتمحور لتجاوز التفكير في الوظيفة إلى عالم الأعمال، وكان الدافع الرئيسي للفكرة هو تشبع السوق بتيشيرتات تتصدرها عبارات إنجليزية، وخلو الساحة تقريبا من التيشيرتات العربية". وأضاف "ليست مشكلتي مع اللغة، بل مع محتواها.. التيشيرتات الموجودة حاليا في السوق، إما أنها تحمل شعار أو اسم الشركة المصنعة، وكأن الواحد يمشي كلوحة إعلانات متنقلة، أو أنها تحوي عبارات قد يعلم أو لا يعلم مرتديها ماهو مكتوب عليها، وحتى إن كان يعلم، فهي في الغالب لا تمثله..، فجاءت فكرة إنتاج تيشيرتات تتحدث بلسان حال مرتديها، سواء حال ثقافته، أو حال شخصيته، أو غيرها من الأحوال..". وعن المعوقات التي واجهت مشروعه قال كونش "من المعوقات في البداية كانت إيجاد الجهة التي تستطيع تنفيذ التصاميم بجودة عالية، بالإضافة إلى إيجاد الخامة الجيدة التي يمكن الإنتاج بها، والتعرف على مبادئ إنتاج الملبوسات والطباعة عليها..، بالطبع كذلك كان رأس المال أحد المعوقات، حيث تم دعم المشروع كاملا بصفة شخصية إما مني، أو زوجتي، ودعمنا أيضًا الصديق أحمد العبداللطيف كشريك ثالث في هذه المؤسسة الصغيرة". وأشار كونش إلى أن تصاميم مجموعة الموسم الأول (صيف 2012) كانت بالكامل من تصميمه.. واعتمد فيها بشكل كبير على الدمج بين الكلمة والصورة، أو الكلمة فقط وكتابتها بطريقة فنية، وكان اهتمامه بالخط العربي، لذلك كانت جميع التصاميم فيها جانب من الحرف العربي ليس فقط لإيصال العبارة المطلوبة، لكن لإيصال جمالية الخط والحرف العربي. وحول المواقف التي مر بها أثناء تصميم هذه التيشيرتات قال كونش "من المواقف الطريفة التي حدثت هي سؤال الناس عن معنى الكتابات المكتوبة عليها، سواء الشركة التي تطبع، أو الناس في الشارع، وكانت أصعب عبارة في الترجمة كانت "مقادير يا قلبي العنا مقادير". وأوضح كونش أن لديه مبادرة جديدة تكمن في مشاركة الجمهور في التصميم، حيث ستطرح مسابقة يستطيع فيها المشاركون تقديم أفكارهم، وتصاميمهم، ومن ثم التصويت عليها عن طريق صفحة المعرض الخاصة على "فيس بوك". وعن مدى تقبل الشباب لفكرة التصاميم قال "تقبل الشباب للمشروع كان أكثر من رائع بشكل عام، رسائل الدعم والاستفسار تصلنا كل يوم تقريبا، مما يسعدنا حقّا، تجاوب معنا أيضًا برنامج "لا يكثر" ومقدمه الكوميدي الأخ فهد البتيري بارتداء أحد التيشيرتات في آخر حلقاته، وهنا أتوجه لكامل الفريق بالشكر..". واعترف كونش أن هناك بعض التعليقات السلبية حول التصاميم، ولكنه رد على ذلك بأن تيشيرت كونش ليس لكل أحد، وأضاف "لا يزعجنا استنكار البعض لها، هي للفئة التي ترتدي التيشيرت بشكل مستمر، والتي تتمتع بالجرأة.. وروح المداعبة.. ولكننا أيضًا لم نهمل الفئة المهتمة بالجماليات، فقدمنا بعض التصاميم التي تعنى بالجانب الفني بشكل أكبر مثل "فنيلة الحكمة" التي تحوي على بعض أبيات من الشعر العربي الكلاسيكي". وأضاف أن "التصاميم تشمل أيضا الجنسين، حيث إن التصاميم المطروحة حاليا متوفرة بخيار "بناتي" بالإضافة إلى ال"ولادي"، وهناك بعض التجارب للأطفال، لكننا لم ننطلق بشكل عام على الموقع، لكن يتم استقبال طلبات للأطفال بشكل خاص".