الاحترافية في كتابة نص ما لاتتمثل إلا في بث شكوى الكاتب في أنفاس الأبجدية ليشعر بأنها وحدها اللغة مؤنسته حين يلجأ لصدرها وحروفها وبلاغتها الأخاذة ؛ هنا في هذه الزاوية المُشعة بصدق المشاعر ترصد لنا الأنيقة فاطمة الزبيدي مائدةً من البوح تكون عيداً لأول القرّاء وأخرهم من خلال رسمها لرسلة حُب تتناقلها البيئات والأزمنة على إختلافها بذات النسق. *** كلما تمضي بي لحظة هذا الصباح أشعر بأن المكان يختنق بلا أنفاسك وعيون الفجر تعانق بقايا نظراتك أعلم أنه بكل خطوة ينكسر حلم الفؤاد برؤيتك واحتضان مشاعرك لكنك تركت معي ذكريات للحظات من العمر أدسها لسعادة أيامي فأنت هنا يداك تمسكني وأنفاسك تغمرني وصدرك يحتضنني أنت هنا بين مسام الروح ونبضات الوريد أنت أنس الروح وحديث القلب ولهيب الشوق وصفحات تضحك بأجمل الذكريات معك تركت أمانة بين عينيك اجعلها وبرمشك الفتان غطيها هي أمانتي أودعتك إياها فأحفظها وعن كل سوء أبعدها ودائما بي حدثها فأنا وإن طال بك البعد أنتظرك كما تركتني ليلة البارح وسأنتظر حتى ألقاك وأحتويك بحب أكبر مما أحسسته آخر مرة فلا حكم لي على مشاعري وعلى أجنحة الأمان تصل بسلامة تغذي نبضات القلق فقلبي معك يرافق خطواتك باشتياق وبداخل الفؤاد تبقى الدفء ويظل الأنين في غيابك أحبك بل أكثر من ذلك .. يحدثني بك ليلي .. و أحدث وسائدي عنك عن اشتياقي وألملم دمعاتي حتى لا تنسكب ويزعجك وقعها حيث تنام بجوفي أوسوس الليل ببقايا الحنين وأسدل الستار على قبلات السنين وأرسمك على ضفائر الفجر وأحلم في كأس أمنياتي بطيف قادم من بعيد يزرع خطواته المتثاقلة في أوراق الضوء ولسعات الوجد في سكرات الاحتواء باردة تلك الأنسام التي تأتيني بصوتك ودندنة ضحكاتك وذراعيك التي تسرقني بين الأنام هاهي غيوم المساء تسرّ إلي بك وتتغامز عليّ طيور المساء وهي ترفرف مغادرة نوافذي وكأنها تشير بأجنحتها إلى لقاء يأسر هدوء المساء وضجيج الصباح في أحضاني وأنا على تلك النوافذ أرتقب وعد السماء بك وطرب النجوم بحضورك فهل تراها وعود اللقاء قريبة؟ أتمنى ,, الكاتبة / فاطمة سرحان الزبيدي