برغم عقارب الساعة التي لا زالت تدور عكس اتجاه اشواقي.. برغم الحدود التي بين وبينك.. رغم ارتحالي.. اراك هناك خلف الغيوم.. اطالع بسمتك الحانية.. تتبدد ظنوني.. انفض على غبار همومي.. اتنسم عبيرك فيزرعني في غابات عينيك قمراً عاشقا.. اعانق فيك عنان السماء.. ارقص فوق السحاب رقصتي الأخيرة معك.. اشم في هوائك عبق الذكرى.. انتشي واغفو لأبحر في حلم مستحيل.. احسك معي كأنك ابدا ما غبت عني. انهكت اعصابي واحرقت ايامي كي اتقن دوري على مسرح الحياة.. حتى اني لم اعد افرق بين ما ارتديه في كل يوم من اقنعة وبين ملامح وجهي الحقيقية.. لم اكن ابالي بما يرتسم على شفتي من ابتسامات زائفة جامعة ولا بتلك القطرات الباردة التي تنسكب من عيني ما بين الحين والاخر.. حتى التقيتك ذات يوم.. فسئمت كل ادواري.. وقررت ان اخلع عني اقنعتي وعباءاتي المسرحية.. تنازلت عن بطولاتي الوهمية التي اعيتني ومزقتني.. ثم القيت بنفسي في احضان عينيك كي ارتاح من تعب السنين. زرعت في اعماقي اشجار اليأس التي استحالت الى غابات كثيفة تلتف اغصانها الغليظة حولي كأفاعي سامة تحكم قبضتها على عنقي.. تتركني ركاما وبعضا من رماد.. تعصف بي الرياح.. اتناثر حولك في كل الزوايا.. اتعطش الى بذرة حنان تغرسها بداخل نبضاتي وترويها بمطرك السخي علها تنبت ازهارا من الأمل تعانق ما تبقى في مشاعري من رمق قبل ان يعلن الحب احتضاره. [email protected]