حث المشاركون في الصالون الرمضاني الثاني الذي أقيم في نادي المدينةالمنورة الأدبي تحت عنوان "غزوة بدر تاريخ ودروس" على أهمية استلهام الدروس التي تبرزها غزوة بدر الكبرى كونها تمثل موقعة مفصلية في تاريخ معارك المسلمين واستنتاج الدروس والعبر والمواقف من تلك الغزوة الفارقة في تاريخ الأمة الإسلامية .وافتتح الصالون رئيس نادي المدينةالمنورة الأدبي الدكتور عبدالله عسيلان الذي عدد مواقف من الغزوة، واصفاً غزوة بدر بالملحمة الإسلامية الخالدة على مر التاريخ والعصور ، مبينناً أن غزوة بدر غيرت مسار التاريخ، وأحدثت زلزلة في نفوس المشركين بعد أن كانوا يتفاخرون بقوتهم مما اضعف عزيمتهم وشق صفهم وغيرت حساباتهم بشان النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين ، لافتا إلى أن معركة بدر مفصل تاريخي في تاريخ انتصار الحق على الباطل وكسر شوكة الطغاة وتحطيم كبريائهم . وعدد عسيلان أهم الدروس والعبر في هذه المعركة من بينها الالتجاء إلى الله عز وجل بالدعاء وذلك لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يدعو الله عز وجل حتى سقط رداؤه ، وما كان في بدر من كثرة ذكر الله عز وجل ، وسرعة استجابة المؤمنين ونصرتهم لرسول الله وعبارتهم المشهورة" لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك" وما كان فيها من أمر الاستشارة حيث استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه و ما حدث فيها من ذكر الله وانزال المطر مبينناً أن كل ذلك يعطي المسلم دروساً عظيمة من غزوة بدر الكبرى ، مذكراً أن الهزيمة كبدت المشركين خسائر في جنودها وقادتها حيث انتصر جيش صغير مفتقر إلى المعدّات الحربية على جيش يبلغ أضعافه عدداً وإمكانات وكان عدد القتلى من المشركين في هذه المعركة 70 وعدد الأسرى 70 بينما استشهد من المسلمين 14. من جانبه، أشار الباحث بتاريخ المدينة احمد بن سلم الدروس المستفادة من غزوة بدر من بينها استهداف القوة الاقتصادية للعدو ، والتمسك بتوجيهات القيادة والقيام بعمليات استخباراتية ضد العدو للتعرف على عناصر قوته ونقاط ضعفه .مبيناً أنه حينما سار النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر أرسل رجلين من أصحابة يتحسسان أخبار القافلة فعادا ومعهما الأخبار التي كان لها أثر كبير في هزيمة المشركين ،وبين ابن سلم إن من أبرز سمات تلك المعركة، هو تلاشي الفروق العصيبة، والعبِية الجاهلية، في اللون أو الجنس، إذ أصبح الأمر فيه أمر إسلام وكفر، مشيراً أن في هذه الغزوة التقى الآباء بالأبناء، والإخوة بالإخوة، ففصلت بينهم السيوف. من جهته أكد عضو نادي المدينة الأدبي الأستاذ نايف فلاح الجهني على أهمية أن يدرك أصحاب الفكر والرأي من المؤرخين على أن دراسة التاريخ لا تعني معرفة الماضي فقط والإلمام بحوادثه وأيامه، وما تحقق فيه من إنجاز ، وإنما تعني النظر إلى المستقبل والتخطيط له في ضوء منجزات الماضي وتجاربه الدافقة بالمعطيات التي تبنى عليها أسس المستقبل وتستلهم فيها الرؤية المشرقة ،داعيا المثقفين والمؤرخين لإحياء ذكرى الفتوحات والإنتصارات الإسلامية.