أدى معتصمون إسلاميون في ميدان رابعة العدوية بمنطقة مدينة نصر شرق القاهرة اليوم السبت عرضاً رياضياً استعراضياً في الميدان والشوارع المحيطة به، حاملين عصي ومواسير حديدية، ومعتمرين خوذات. وردد المشاركون في العرض، وهم من مؤيدي الرئيس المصري محمد مرسي، هتافات منها :"قوة عزيمة إيمان .. رجالة مرسي في كل مكان"، و"بالروح بالدم نفديك يا إسلام". ويحتشد المعتصمون في ميدان رابعة العدوية، ردا على دعوات قوى المعارضة إلى مظاهرات حاشدة غدا الأحد (30 يونيو/ حزيران الجاري)؛ للمطالبة بسحب الثقة من مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؛ بدعوى فشله في إدارة شؤون البلاد. وبينما هؤلاء يؤدون العرض الرياضي، توزعت على مداخل ومخارج الميدان "لجان الردع"، التي شكلتها التيارات الإسلامية المعتصمة للدفاع عن الميدان في مواجهة أي محاولة محتملة لاقتحامه. وقد أنشأ المعتصمون مستشفى ميدانيا لاستقبال وعلاج المرضى منهم؛ وتحسبا لإصابة أي من المعتصمين في أعمال عنف قد تندلع غدا الأحد مع القوى الداعية إلى تنحي الرئيس المصري. وقال أحمد فؤاد، وهو أحد المشرفين على المستشفى الميداني: يوجد أكثر من مستشفى ميداني في ميدان رابعة العدوية، وجميعها مجهز لاستقبال مختلف الحالات المرضية. وقد دفعت أشعة الشمس الحارقة المعتصمين إلى الاحتماء بخيامهم وبساحات مسجد رابعة العدوية وداخله وبالقاعات الملحقة به التي تستضيف المناسبات، حيث قام عدد منهم بتلاوة القرآن، فيما ردد آخرون أناشيد وهتافات مؤيدة لمرسي. وبينما كانت مجموعات من شباب "البدو" تردد أبياتا شعرية وأناشيدا بدوية مستخدمين الدفوف، نظمت مجموعات من أبناء محافظات الصعيد (جنوبي مصر) مسيرة، رافعين لافتات تحمل أسماء محافظاتهم. وهتفوا خلال المسيرة: "يادي الذل ويادي العار / الفلول عاملين ثوار"، و"اقتل واحد اقتل ميّة / مش هنسيبها للحرامية"، و"الصعايدة مع الريس والشرعية". ورفع المعتصمون لافتات تحمل صورة الرئيس المصري ومكتوب عليها: "الرئيس الشرعي نحن معه ونؤيده... نحمي الثورة ونحمي الشرعية". وتعتبر القوى الإسلامية المؤيدة للرئيس المصري دعوة المعارضة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة "انتهاكاً للشرعية"؛ لكون مرسي فاز في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير (2011)، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. وتعتزم هذه القوى الخروج في مظاهرات غدا، تأييداً لمرسي، بمناسبة مرور عام من فترته الرئاسية البالغة أربعة أعوام. وعلى خلفية اشتباكات خلال الأيام القليلة الماضية بين معارضين ومؤيدين للرئيس المصري في عدد من محافظات، أسقطت قتلى وجرحى، تتصاعد مخاوف المصريين من اندلاع أعمال عنف على نطاق واسع غدا الأحد بين الفريقين. وحذر وزير الدفاع المصري، عبد الفتاح السيسسي، من أن الجيش لن يظل صامتا "أمام انزلاق البلاد فى صراع يصعب السيطرة عليه".