قال الرجل كبير السن لابنه الشاب الذي فتح الله عليه واصبح من رجال الاعمال يا بني ان المؤمن الفطن يعلم ان ساعات اقامته في الدنيا محدودة ويدرك ان الحياة فرص من اغتنمها وعمل الصالحات فاز وسعد في الدنيا والاخرة ومن ضيعها خاب وخسر فلا تركن الى الحياة الدنيا الفانية وتترك الباقية، فان الاخرة خير وابقى فيا بني لا تتحدث عن اعمال صالحة ومشروعات خيرية ترسمها في ذهنك ولا تبادر بها وتمر الايام وتتوالى الشهور وتنقضي الاعوام ومازالت مشروعاتك احلاما لم تتحقق فانتهز الفرص قبل ان تفوتك فبادر بعمل الخيرات وسابق الى فعلها ولا تضيع العمر من غير فائدة وليكن لديك المبادرة والمسارعة والمسابقة الى الاعمال الصالحة للفوز برضى الله عز وجل وامتثالا لامره فان الدنيا من خزف يغنى والاخرة من ذهب يبقى.وقال تعالى في كتابه الكرين "ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجله انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون" المؤمنون 57 - 11 ..وقال سيد الثقلين رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله : امام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله تعالى، ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه". وقال المثل العربي : الفضل يعرفه ذووه. وقال حكيم : الفضيلة هي اقصر طريق الى المجد وقال حكيم آخر : ن لم يقدر على فعل الفضائل فلتكن فضائله في ترك الرذائل. وقال الفرزدق : اذا افتقرت الى الذخائر لم تجد ذخرا يكون كصالح الاعمال وقال ابوتمام: اذا اراد الله نشر فضيلة طويت اتاح لها لسان حسود فياسادة يا كرام علموا اولادكم التأني والززانة والتأخير في عمل الخيرات وطلب مرضات الله ونذكرهم بقول رسصول الله صلى الله عليه وسلم "بادروا بالاعمال الصالحة". محمد سراج بوقس