جدة لا تنام مع ليالي رمضان الحركة في الشوارع لاتهدأ وإن خفت في بعض الأوقات.. فمثلا تكون الشوارع مزدحمة قبل المغرب فتجد الزحام على الفوالين وبائعي السوبيا والشريك والكعك وتهدا الحركة عند أذان المغرب وكأن هذا البلد لا يوجد به أحد وتعود الحركة إلى الشوارع عند قرب أذان العشاء، فتجد اغلب الناس تستعد لصلاة العشاء والتراويح.ومن أشهر العادات تلك التجمعات العائلية في بيت كبير العائلة وتناول طعام الإفطار أو السحور جماعة، وهذه السمة سائدة ايضا في معظم مدن المملكة. أشهر الأكلات في رمضان: في هذا الشهر يقبل الناس على شراء اللحوم بأنواعها منها ما هو خاص بالشوربة التي تصنع من بالحب أو الفريك ومن اللحم مايؤخذ من الهبرة لفرمها في المنزل ثم يضاف إليها البصل وقليلا من البهارات الخفيفة وبه تصنع السمبوسك بأشكالها المعروفة و لاننسى التزاحم على الفوالين لأن هذا الثلاثي العجيب الشوربة والسمبوسك والفول هم قوام المائدة الرئيسية، ولا يزال الفول يمثل الأكلة الشعبية الأولى في وجبة الإفطار، وأجود أصنافه ما كانت حبته صغيرة. كما تعد الصيادية من أشهر الأكلات الأساسية في وجبة السحور خاصة لأهالي جدة، ومكونها الأساسي هو السمك وهي تعد بطريقة تحمير الأرز بعد خلطه بالبصل المقلي والزيت والحُمر ومن ثم يسقى بحساء السمك المسلوق ليصبح لونه أسمر وأهل جدة أدرى بالصيادية من غيرهم فهم العارفون بأصناف السمك وأنواعه، وتعتبر هذه الوجبة عادة لهم منذ قديم الأزل وخصوصاً في شهر رمضان المبارك.وتعد السوبيا المشروب المفضل والأساسي في شهر رمضان المبارك والمسيطر على أغلب الموائد الرمضانية في جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي من أشهر المشروبات التي ترتبط بهذا الشهر الكريم والتي تعود عليها أهل جدة منذ القدم. أما الدبيازة فهي نوع من الحلوى المعروفة لدى أهل جدة ومكة والمدينة ويبدأون في تجهيزها أواخر شهر رمضان المبارك استعداداً لتناولها في أيام عيد الفطر السعيد خاصة في وجبة الإفطار الصباحي، وهي عبارة عن مجموعة من المكسرات التي تتألف من الزبيب والبندق واللوز والمشمش الجاف وعين الجمل وهذه الأكلة يحرص عليها أهل الحجاز بصفة عامة وأهل جدة بصفة خاصة، وتقوم ربات البيوت بتجهيزها داخل البيوت. و لاننسى ماء زمزم المبارك التي لا تخلوا منه سفرة في رمضان. ويعتبر المعمول (الكعك) بالتمر واللوز والسكر من الأكلات التي يحرص على تناولها أهل جدة ومكة والمدينة في وجبة الإفطار في أول أيام عيد الفطر المبارك, لذلك تبدأ ربات البيوت وخصوصاً في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك بشراء لوازم المعمول لتجهيزه وهذه من العادات الأساسية للأهالي والتي يحرصون عليها حتى يومنا هذا.ومن العادات المحببة إلى النفس في هذا الشهر الكريم تبادل العوائل فيما بينها للمأكولات التي يتم طبخها في المنزل ويتم ارسال الاولاد الصغار بأكل يسمى طعمه للجيران في شهر رمضان.