أمس كان أول يوم من هذا الشهر الفضيل يهل علينا بكل روحانيته، وبكل عبق الحياة فيه. فكل عام وأنتم بألف خير. هذا مبتدأ الكلام. ولكن خبر هذا السؤال الملح: لماذا هذا – التكالب – على الشراء وكأن هذا الشهر هو شهر الأكل لا شهر العبادة. وكأننا لا نأكل طوال العام. هذا التزاحم على الأسواق الذي تسبب في ارتفاع أسعار السلع إلى درجة عالية جداً. فهذا يقول لك لقد أصبح طبق البيض باثني عشر ريالاً بعد أن كان بثلاثة ريالات. وسعر كيلو الطماطم بخمسة ريالات. وكيلو الخيار بأربعة ريالات وهكذا بقية المستلزمات الغذائية. الغريب أن معظم هذه المشتريات .. موجودة في – البيت – وأن كل بيت في المتوسط به – ثلاجتان – لو فتحتهما لوجدتهما مليئتين بكل الأصناف من الأطعمة سواء كانت مجمدة أو غير مجمدة. ولا ندري ما هو الدافع خلف هذا التزاحم على الشراء باسم – مقاضي – رمضان؟! فهل لرمضان – مقاضي – خاصة لا توجد إلا فيه ولا يمكن أن يكون رمضان بدونها ؟!! في السابق قبل هذه المراكز التجارية وقبل أن تخرج – سيدة البيت – لتشتري ما تحتاجه من مشتريات عندما كان الرجل هو المسؤول عن تأمين ما تحتاجه – سيدة البيت – كان الشراء معقولاً جداً إذا ما قارنته الآن عندما أصبحت هي تتولى ذلك بنفسها فهي تدفع "بالعربة" أمامها أو تدفعها – الخادمة – في ذلك المركز وتراها تضع فيها كل شيء حتى الذي لا تريده ممكن أن – يحلو – في عينيها وتشتريه. فكم مرة تكتشف أن ما وضعته في – العربة – ودفعت قيمته تجده في احدى ثلاجاتها أو في – فريزرها – وعندها تقول يا الله كله خير وبركة. هذا كله يحدث وعند تناول طعام الافطار فإنه يكتفي بالقليل والقليل جداً. ويظل باقي الطعام ليذهب إلى "الزبالة" ولا حول ولا قوة إلا بالله. نعم أنظر إلى – الأكياس السود – لنرى فيها العجب العجاب من بقايا الطعام. بل هي ليست بقايا بل تكون مكتملة الشكل ولكن هكذا تحولت إلى ذلك الصندوق لتكون طعاماً للقطط إنه الإسراف ولا شيء غيره. الحسون