حول موقف إسرائيل من الصراع الدائر في سوريا، أشار صالح النعامي - محلل مختص بالشأن الإسرائيلي - إلى أن النظام السوري غير قادر على ردع إسرائيل، كما أن إسرائيل أدركت جيداً مساعي النظام للإبقاء على حكم الطائفة العلوية في سوريا، دون أن يلتفت إلى قضية الجولان، مشيراً إلى أن الثورة السورية قد هددت أمن إسرائيل بدرجة كبيرة في داخل منطقة الجولان. ولفت إلى أن مكانة الولاياتالمتحدة في المنطقة قد ضعفت كثيراً بعد سقوط الأنظمة التي تحالفت معها قبل ذلك، وأيضاً بسبب تصاعد الدور الإيراني في المنطقة، بالإضافة إلى أن الولاياتالمتحدة تولت الإدارة من الخلف بالاعتماد على الأردن وتركيا فيما يتعلق بتأمين إسرائيل. وأشار إلى أن سقوط النظام قد يخرج سوريا من محور المقاومة، وهذا يعد ضربة كبيرة للمحور الإيراني في المنطقة، ولكن قد يهدد أمن إسرائيل إذا تمخض عنه تصاعد الإسلاميين في المنطقة. من جانبه رأى محمود محارب - أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس - أن العملية الديمقراطية في الدول العربية تتعارض مع مصالح إسرائيل في المنطقة؛ لأن الديمقراطية سوف تنتج قيادات سوف تغير من طبيعة العلاقات بين الدول العربية، وليس فقط إسرائيل، ولكن الولاياتالمتحدة أيضاً. ونوَّه بأن إسرائيل اعتبرت النظام السوري عدواً مريحاً لها ولكنه جزء من محور مناهض للسياسة الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، موضحاً أن النظام السوري اشترط انسحاب إسرائيل الكامل من الجولان مقابل السلام مع إسرائيل. كما أوضح - خلال حواره لبرنامج في العمق على قناة الجزيرة - أن إسرائيل قد قامت بالعديد من العمليات العسكرية والاغتيالات في دمشق، ولم يقم النظام السوري بالرد على أي عملية تمت من قبل الجانب الإسرائيلي. وبيَّن أن طبيعة النظام السوري اتجهت إلى استعادة الجولان بطرق سلمية من خلال المفاوضات غير المباشرة عبر تركيا والولاياتالمتحدة، ولم تكن هناك أي رغبة لديه في اتخاذ أي إجراء عسكري ضد إسرائيل في الجولان. وأضاف: إن إسرائيل تريد للصراع في سوريا أن يتحول إلى صراع طائفي، وليس صراع شعب وثورة ضد نظام حاكم، منوهاً بأنها سعت لأن يستمر الصراع في داخل سوريا لأطول فترة ممكنة؛ لأن هذا يضعف سوريا ويخرجها من دائرة الصراع معها.