معاناة المرأة من آلام الظهر خلال فترة الحمل ليست بالأمر الجديد، لكنها تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، حيث يقول أطباء النساء والتوليد: إن هذه الآلام طبيعية جداً ولا ينبغي على الحامل أن تقلق كثيراً بشأنها، ولكن هذه الآلام وإن كانت بسيطة، فإنه لا يجب أن ينظر إليها باستسهال باعتبارها آلاماً ظرفيةً ستنتهي مع وضع المولود. وفي ما يلي خطوات بسيطة يمكن للحامل بها أن تخفف من شكواها من آلام الظهر، وهي: - أولاً وقبل كل شيء مع نمو الطفل، يتحول مركز الثقل في الجسم إلى الأمام، لذلك يعوض الجسم ذلك عن طريق الميل إلى الوراء، وهو ما يمكن أن يجهد العضلات في أسفل الظهر، ويسهم في آلام الظهر أثناء الحمل، وللتغلب على تأثيرات هذه التغيرات، على الحامل أن تحرص على الوقوف بشكل مستقيم وبطول القامة، وحفظ الصدر عالياً، وحفظ الكتفين مدفوعين بتوازن واسترخاء إلى الوراء، والحرص على إبقاء مسافة بين الركبتين. - على المرأة الحامل أن تقف بتوازن والحرص على رفع قدم واحدة على شيء مرتفع نسبياً بارتفاع عتبة واحدة من سلم الدرج، وتبديل القدمين من وقت لآخر، وعند الجلوس على الحامل انتقاء الكرسي الذي يعطي دعماً لأسفل الظهر، ووضع وسادة صغيرة من أجل ذلك خلف الظهر. - من المفيد جداً للحامل ارتداء أحذية منخفضة الكعب وذات تقوس يدعم التقوس الطبيعي لباطن القدم، وبالنسبة لحزام الظهر قد تستفيد منه بعض الحوامل، ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب المتابع للحمل في ذلك. - من الضروري الامتناع عن حمل الأشياء الثقيلة، وفي حالات الضرورة، يجب على الحامل أن تنزل بهيئة القرفصاء، ثم تحمل الشيء، ثم ترتفع برفع الساقين والفخذين، أي دون انحناء وسط الجسم والحوض إلى الأمام، أو رفع الأشياء بالاعتماد على القوة المستمدة من أسفل الظهر. وفي حالة النوم، يجب الحرص على النوم على أحد الجانبين، وهذا إضافة إلى أنه صحي للجنين ولتزويده بالدم الكافي طوال فترة النوم بخلاف النوم على الظهر، فإنه أيضاً مفيد في تخفيف الضغط على الظهر وتقليل احتمالات التسبب بآلام أسفل الظهر، وخلال النوم على الجنب، على الحامل أن تثني قليلاً مفصل الركبة لتخفيف الضغط المنتقل إلى أسفل الظهر حال تمدد الساقين والفخذين. - من المعلوم أن الكمادات الدافئة أو الكمادات الباردة تفيد؛ لأن لها نفس التأثير على أسفل الظهر لدى الحوامل، بمعنى أن الحامل لو ارتاحت عليها فلها أن تستخدم أياً منهما، كما أن إجراء تدليك خفيف جداً لعضلات منطقة أسفل الظهر، قد يخفف من الآلام ولكن مع الحرص على عدم الضغط الشديد على المفاصل أو العضلات. وفي سياق متصل، ينصح الأطباء بارتداء أحذية ذات كواعب أرضية ومدعومة على مستوى قوس الحذاء طيلة فترة حملها، كما يوصون بأن تكون جميع ملابسها فضفاضة أو على الأقل غير ضيقة، سواء الداخلية أو الخارجية، مع الحرص على عدم الضغط على منطقة الخصر بأي شكل من الأشكال، وعند الحاجة إلى حزام، ينبغي اختيار حزام داعم من الأحزمة الخاصة بالحوامل، وعلى الرغم من أن البحوث التي تفيد بحاجة بعض الحوامل إلى ارتداء أحزمة داعمة قليلة جداً أو لا تكاد تذكر، فإن بعض النساء الحوامل وجدنها مفيدة. ويُجمع الأطباء على أن مواظبة المرأة على ممارسة الرياضة خلال فترة حملها يحافظ على قوة ظهرها، ويساعدها على الولادة الطبيعية ويحميها من آلام الظهر خلال الحمل، وليس المقصود هنا إجهاد نفسها، بل ممارسة تمارين خفيفة جداً مثل المشي أو السباحة أو التمارين الخاصة بإطالة عضلات أسفل الظهر، ويمكنها أن تلجأ لبعض حركات الاسترخاء واتخاذ وضعية قريبة إلى السجود، بحيث تضع يديها وركبتيها على الأرض وتُبقي رأسها على نفس خط ظهرها المستوي، وإذا واظبت على تكرار مثل هذه الحركات عشر مرات في اليوم، فإن الآلام لن تجد طريقاً إلى ظهرها. ويوصي بعض الباحثين النساء الحوامل اللاتي يعانين من آلام ظهر مبرحة اللجوء إلى العلاج بالوخز بالإبر، فيما يشير آخرون إلى نجاح استخدام العلاج الموضعي لتقويم العمود الفقري، لذلك، يمكن للحوامل اللواتي دفعهن الشعور بآلام الظهر إلى التفكير في العلاج التكميلي، أن يناقشن مع طبيباتهن أي نوع من العلاجات التكميلية يناسب صحتهن وحالتهن، فقد تكون تلك الآلام تستدعي علاجاً تكميلياً، كما قد تكون آلاماً بسيطةً يمكن التغلب عليها بممارسات يومية سهلة.