شهدت الأيام الماضية تجمع عدد كبير من المحتسبين أمام مسرح المفتاحة بأبها، اعتراضاً على عرض الفيلم السعودي "هيفاء"، رغم استمرار عرضه لمدة ثمانية أيام، وبالفعل أصدرت الجهات المعنية في منطقة عسير تعليمات بإيقاف عرضه للتأكد من محتواه. ويعد الفيلم بمثابة حلم قام به مجموعة من الشباب المهتمين بصناعة الأفلام بعسير، ويحكي قصة ارتباط المرأة بالأرض والمكان، ويجسد المرأة العسيرية الجنوبية التي قامت بدورها الفنانة أفنان فؤاد، ويهدف إلى إظهار جماليات المنطقة الطبيعية والتراثية، وارتباطها بالحضارات الإنسانية، مثل الزي والرقصات الشعبية المتنوعة باختلاف تضاريس المنطقة، مختصراً عسير الإنسان والمكان. وكان يعرض ضمن فعاليات مهرجان "أبها يجمعنا" من الساعة 4 حتى الساعة 10 مساءً بواقع 10 عروض يومياً، وهو من فكرة وسيناريو محمد السريعي، وشارك فيه عدد من الممثلين، منهم المسرحي حسن سوادي، والممثل عبد الله الوائلي، ومن إنتاج شركة رامة الشمسان (صاحبة امتياز تنظيم المهرجان). وقد تم صناعة الفيلم بأسلوب عصري منافس، يعتمد على الجمع بين الجاذبية والسلاسة والتأثير حسب الموضوع بكل دقة، مع مراعاة الحسية والشاعرية لأصناف المشاهدين والمشاهدات، وهو عبارة عن إعادة صياغة لتعريف الضوء العسيري ومحاولة للقفز فوق حواجز اللاوضوح. واستغرق تصوير " هيفاء" نحو ستين يوماً في أرجاء مختلفة من منطقة عسير، بدءاً من مدينة أبها مروراً بتهائم عسير حتى البحر غرباً ووصولاً إلى شرقها في الصحراء. وعبرت "أفنان" عن رفضها واستيائها من إيقاف عرض الفيلم والهجمة الشرسة التي يتعرض لها، مؤكدة على عدم وجود أسباب منطقية لذلك، لا سيما بعد مرور ثمانية أيام من العرض، وحصوله على تصريح رسمي للاستمرار في العرض حتى قبيل شهر رمضان. وأكدت أن الفيلم لم يتضمن تجاوزات دينية ولا تجاوزات للعادات والتقاليد الاجتماعية، بل إنه قدّم رسالة سامية تتمثل في إبراز جماليات المنطقة الجنوبية وتحديداً عسير، وتسليط الضوء على ماضيها العريق. ويذكر أن أفنان فؤاد ممثلة سعودية ولدت في مدينة الرياض في 28 يوليو 1990، وهي خريجة بكالوريوس إعلام، وحصلت على دورة في فنون الدراما من أكاديمية مانهاتن في ولاية نيويوركالأمريكية، وشاركت في العديد من المسلسلات منها ( طاش ما طاش 18- شباب البومب – يا تصيب يا تخيب – هشتقة - ملحق بنات - كلام الناس - ألو مرحبا- من الأخر)، ويعد فيلم ( هيفاء) أول أعمالها السينمائية.