يعاني الكثير من الشباب العربي من إدمان مخدر جديد يؤثر عليه وعلى حياته بشكل عام، حيث يشعر برغبة شديدة أو شوق للدخول على شبكة الإنترنت باستمرار، فضلاً عن الشعور بالنشاط والنشوة الذي يتملكه أثناء التجوال في الإنترنت، بل يتفاقم الأمر إلى إهمال التزامات أخرى تضر بحياتهم وتسبب العديد من المشاكل مع الأهل وفي العمل والدراسة، بالإضافة إلى أن أغلب الشباب يستخدمه للتسلية. وقد كشفت دراسة أمريكية حديثة أن غالبية مستخدمي الإنترنت العرب من الشباب لا يشعرون أن بإمكانهم التعبير عن آرائهم بحرية على الإنترنت، وأن معظمهم يطالبون بفرض مزيد من الضوابط التي تنظم التعبير عن الرأي على الإنترنت أيضاً. وفي هذا الإطار كشف بعض الباحثين الذين أجروا الدراسة عن تعجبهم، حيث أظهرت نتائج الدراسة تناقضاً في الواقع العربي يندرج في شعور الشباب بأنه ليس بإمكانهم التعبير بأمان عن آرائهم على الإنترنت. وأن أبرز مثال على ذلك هو أن استخدام الإعلام "الاستهلاكي" مثل فيس بوك وغيره من الوسائل المشابهة، تصل نسبته بين مستخدمي الإنترنت في الدول العربية إلى 98% مقارنة ب 5 أو 10% بالنسبة للمدونات وغيرها من وسائل إنتاج الإعلام، ومعظم استخدامات الشباب للإنترنت في الدول العربية هي في الدرجة الأولى للترفيه أكثر من استخدامها في أي غرض آخر علمي أو بحثي أو ما إلى ذلك. والجدير بالذكر أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالسعودية قد نشرت بعض الأرقام والإحصائيات المتعلقة في مجال الإنترنت، حيث أكدت أن المواقع الإلكترونية التي تجذب السعوديين بصفة أساسية في إرسال واستقبال الرسائل عبر البريد الإلكتروني والمشاركة في المنتديات وغرف الدردشة يأتي في المرتبة الأولى بنسبة 77%، يليه جمع المعلومات بنسبة 56%، ثم الترفيه والتسلية بنسبة 49%، وتنزيل البرامج بنسبة 48%، بينما تأتي نسبة الذين يستخدمون الإنترنت لأغراض تجارية في المرتبة الأخيرة بنسبة 22%. وفي سياق متصل، يؤكد العديد من الأخصائيين النفسيين على أن هناك أسباب نفسية كثيرة تدفع مدمنيه إلى الوقوع في الإفراط في استعمال الإنترنت، واللجوء إلى جو الترفيه والألعاب، ومنها عدم القدرة على التعامل مع الضغوط الحياتية اليومية، الأمر الذي يجعل الشخص يفر من الواقع إلى الإنترنت وعدم القدرة على مواجهة المشكلات، وعدم القدرة أيضاً على شغل وقت الفراغ بهوايات متنوعة وإقامة علاقات اجتماعية جيدة بسبب الخجل أو الانطواء. كما أشار أغلب علماء الاجتماع إلى أن الشعور بالوحدة من أبرز أسباب إدمان الإنترنت والهروب من الواقع وسبب عدم إمكانهم من التعبير عن آرائهم هو تجنب مواجهة الآخر وجهاً لوجه، مما يسبب لهم أحياناً المعاناة من بعض الاضطرابات النفسية المتمثلة في الاكتئاب، القلق، اضطرابات النوم، التلعثم.