أكد الباحث في مركز النيل للدراسات الإستراتيجية "أحمد بان" على ترحيبه بالبيان الذي ألقاه وزيره الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي، والذي استعرض خلاله خارطة المستقبل للخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها مصر في المرحلة الحالية. وأشار – في حوار لبرنامج ساعة حرة على قناة الحرة - إلى أن المرحلة القادمة لن تشهد إقصاء أحد عن السلطة وخاصة جماعة الإخوان، وأفاد بأن الإخوان المسلمين تيار سياسي له جذور في الساحة السياسية المصرية ولا يمكن عقابه أو إقصاءه من المشهد السياسي. واعتبر أن ما حدث في مصر في 30 يونيو هو تأكيد على أن ثورة الخامس والعشرين من يناير استأنفت مسارها الطبيعي ولا يمكن إقصاء أحد، وشدّد على أن الجرائم التي ارتكبت في عهد نظام الرئيس مرسي لا يمكن نسبها لكل المنتمين للجماعة، مؤكداً أن هناك متسع من الوقت لمعاقبة كل من انتهك القانون أو الدستور، أما فكرة الإقصاء فهي قد تنتج أثار سلبية تعيق إنشاء الدولة التي ينشدها المصريون. وذكر أن الثورة الآن تتحلى بدرجة من الرشد لاستيعاب الجميع وتكفي لتصحيح كل أخطاء الماضي، وأفاد بأن فكرة العزل السياسي مرتبطة بالشعب وحده الذي يحدد رصيد القوى السياسية ووزنها النسبي، معتبرا اللجوء إلى العزل والمحاكمات الثورية "سلوك خاطئ" يعيد إنتاج الظلم الذي تتورع القيادة الجديدة المدنية المدعومة من القوات المسلحة من التورط فيه. ومن جانبه، أكد "رامي إبراهيم" عضو جبهة الإنقاذ أن مهمة الحكومة القادمة في مصر ستكون صعبة، لافتا إلى أن مصر وصلت إلى القاع الذي لا قاع بعده في ظل حكم الإخوان، وتراجعت الخدمات والمرافق والاقتصاد إلى جانب اختفاء السلع الأساسية مثل الوقود، وأفاد بأن الحياة في مصر تحوّلت إلى جحيم. وأوضح أن إعادة انتشال مصر من مستنقع "مرسي الإخوان" مهمة صعبة، وأن أي حكومة لديها المعدل المعقول من الكفاءة ستنجح في تحقيق نتائج طيبة وإرضاء الملايين والعمل بكفاءة رغم الكثير من التعقيدات. وشدد على أنه لا يوجد اجتثاث لتيارات الإسلام السياسي فهي فكرة غير مطروحة، لكن القيادات التي ارتكبت جرائم جنائية يعاقب عليها القانون مثل الدعوة إلى العنف ستقدم للمحاكمة، خاصة وأن هناك شهداء سقطوا خلال الأيام الأخيرة، وهناك رصاص أطلق على متظاهرين سلميين.