تختلف جولة الأمير نايف وزير الداخلية في الحج عن أية جولة أخرى لمسؤول آخر.. ربما كنت من أكثر رجال الإعلام ملازمة للجولة منذ عام 1398ه ولأكثر من ثلاثة عقود حتى أصبحت هذه الجولة ذات طابع وذكريات وفعاليات يحرص عليها العاملون في الصحافة.. هذه رؤى مختلفة من جولة الأمير والتي قام بها أول أمس الأربعاء 5 ذي الحجة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. أكثر من مهمة جولة الأمير يمكن ان يطلق عليها جولة شاملة لتفقد الكثير من الاستعدادات ولا تقتصر على الاستعدادات الأمنية فقط بقدر ما هي شاملة لخدمات كثيرة الى جانب فروع العمل الأمني وتعدد قطاعاته.. فالأمير يقف على جهود وزارة الحج والكهرباء والماء والتموين وغيرها ويستمع الى تقارير من المسؤولين فيها لذلك كان للجولة (جمالها) وتنوع برنامجها وما تعود به على الوفد الإعلامي الداخلي والخارجي من معلومات ثرة متنوعة ذات فائدة كبيرة عند نشرها أو اذاعتها أو بثها. تقبل الأسئلة حدثني أحد الزملاء من ممثلي الصحافة الدولية وقال هل يمكن ان يتقبل الأمير أي سؤال لأنني أريد ان اسأل سؤالاً عن (الإرهاب ومعاناة المملكة منه) قلت أسأل ما لديك من أسئلة دون تحفظ.. بعد المؤتمر اتجه الي الشخص ولم أكن أعرفه وقال لقد وجدت ما قلته صحيحاً فالأمير أجاب على كل الاسئلة وبصراحة ولم أجد من يتحفظ على سؤال أو يطلب السؤال في مجال معين مضيفاً ورغم أن الأمير طلب قبل بداية المؤتمر أن تكون الأسئلة عن (الحج) إلا ان رجال الإعلام خرجوا في أكثر أسئلتهم عن الحج وأجاب الأمير بكل ترحيب. حضور الأمير يعرف الناس أن الأمير نايف (حاضر) في الإجابة على كل الأسئلة مهما كانت حتى انني استطيع أن أقول ان الاخوة في الأمن العام وعلى مدى سنوات طويلة لم يسبق ان طلبوا الاطلاع على الاسئلة أو تحديد نوعية اسئلة محددة فالأمير حاضر في لقاءاته وآخرها حديثه في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة الاربعاء قبل الماضي كما أن إجابات الأمير نايف تأخذ بعداً واهمية وواقعية وشمولية ولا تجده يتضجر من سؤال أو يظهر ذلك في اجاباته. صغار الأفراد ربما يخرج الإعلامي بكثير من (الوقفات) أثناء حضوره لجولة شاملة ذات وقت طويل وبرنامج مكثف.. يخرج برؤيته بكثير مما يمكن ان يسجل ومن ذلك اقتراب الأمير من أفراد الأمن (صغار الأفراد) واقصد (الرتب) حتى صف الضباط ويتحدث معهم ويصافحهم ويلبي طلبهم في أخذ صور تذكارية وهو ما حصل بعد ان انتهى الأمير من طعام العشاء بعد تقديم الهدايا ونشرات أمنية له. محمد بن نايف والإعلام صورة اخرى برزت منذ عدة سنوات وصاحبها الأمير محمد بن نايف مساعد الوزير للشؤون الأمنية كان يقترب بود ويصافح الاعلاميين ويتحدث معهم بصراحة وهو ما جعلهم يتجهون اليه كل عام لطرح ما لديهم من اسئلة كان الأمير يجيب بصراحة مطلقة وهو يعرف ان رجال الاعلام يبحثون عن النشر وعن اخبار الاثارة وعن معلومات يتحدث بها مساعد وزير الداخلية الا ان الأمير كان يتحدث بثقة ويجيب على اسئلة اي صحفي او اعلامي يقصده وهو ما حصل اول امس بعد نهاية المؤتمر الصحفي وبعد العشاء. خطأ الترجمة وقع (المترجم) في خطأ واضح في ترجمة احد الاسئلة التي وجهت للأمير من اعلامي يتحدث الانجليزية وشعر الأمير بأن هناك خطأ لكن الأمير اجاب على (نص) السؤال كما تحدث به (المترجم) دون ضجر وهو ما حدث العام الماضي إلا ان الأمير اعتبر الأمر من الأمور العادية التي لا تخل بسير الحديث واجاب على الاسئلة دون ان يصدر منه ما يمكن ان يسيء للمترجم اثناء اجاباته. حديث مستمر توقفت امام أمر هام في جولة الأمير وهو حديث الأمير بعد نهاية المؤتمر مع عدد من الاعلاميين الذين لديهم ما يسألون عنه وبعضهم كان له سؤال في المؤتمر ووجدت ان الأمير لا يتضجر وطوال الوقت من قاعة المؤتمر الى مكان العشاء وبعد العشاء واثناء مغادرة الأمير وحتى مكان سيارته هناك من يسأل من الاخوة الإعلاميين والأمير يجيب ويقف مع كل سائل ولم اجد ان الأمير يتضجر او يتحدث بأن الفرصة كانت متاحة للأسئلة في قاعة المؤتمر .. وهو ما جعل كثيراً من الزملاء يسأل الأمير لإذاعة او صحيفة والأمير يجيب وهو امر لم اجده في مسئوولين آخرين اقل مسؤولية من وزير الداخلية. لا أجامل الأمير قلت في مقدمة الحديث انني ممن شارك في هذه الجولة سنوات طويلة لذلك ربما يشفع لي ذلك ان اتحدث عن الأمير بخبرات تراكمية ومعرفة طويلة استطعت معها ان ارسم صورة واضحة لشخص (نايف) وتصرفاته واستطعت ان انقل مشاعر صادقة لا اقصد بها مجاملة الأمير بهذه الكلمات او مما يمكن ان يقال عنه (ادعاء حضور) مع شخص بحجم وقامة الأمير.. لكن هذه الصورة اردت ان انقلها للقارئ دون تضخيم او ما يمكن ان يطلق عليه (حديثاً) من اجل الحديث.. هو حديث صادق اردت منه ان اعطي الرجل جزءاً من حقه وما استمعت اليه من كثير من الحضور من ابناء الوطن وغيرهم. مسؤوليات الأمير الجميع يعلم ان وزير الداخلية يتحمل مسؤوليات كبيرة جدا في اي دولة وفي بلادنا يزداد هم هذه المسئوولية بما يضاف اليها من مسؤولية (أمن الحج والحجاج) وأن ملايين من البشر يصلون الى بلادنا في وقت واحد مؤدين عملاً واحداً.. اعرف ان الأمن من الله والتوفيق والنجاح يعود لإرادته وقدرته لكن هناك اسبابا لذلك يقدمها (العبد) وجهداً لا يمكن ان يقدر له التوفيق والنجاح ان لم يقم على صدق توجه ونية حسنة في تقديم خدمة لضيوف الرحمن في بلد الله وبلد رسوله صلى الله عليه وسلم.