بات الحوار بين الأديان والثقافات أحد أبرز الاحتياجات البشرية، خاصة مع ارتفاع حدة الطائفية والعنصرية، وقد سعت دول العالم لتدشين العديد من المؤسسات والمراكز التي تدعم الحوار وتعزز التفاعل الحضاري والثقافي بين مختلف الشعوب، ومن أبرز المؤسسات التي تعمل في هذا الإطار مركز الملك "عبد الله بن عبد العزيز" العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، والذي يتخذ من مدينة "فيينا" مقراً له. ويعد المركز أحد أبرز المؤسسات التي تهدف لتحقيق السلم العالمي والتواصل الثقافي والحضاري بين أتباع الأديان المختلفة، من خلال ترسيخ المبادئ والقيم الأخلاقية التي تنتصر لكل ما يحقق السلام والعدل والخير للإنسانية بشكل عام. كما تعد مؤسسة البحوث والحوار بين الأديان والثقافات التي تتخذ من مدينة جنيف في "سويسرا" مقراً لها، واحدة من المؤسسات الفاعلة في مجال التواصل الثقافي والحوار، وهي مؤسسة دولية تأسست عام 2007 لتعزيز الحوار المنتظم بين شعوب العالم والثقافات والحضارات والأديان؛ من أجل القضاء على النزاعات الطائفية والنظرة العنصرية وإعلاء قيم السلام والعدالة والتسامح بين الجميع. وتهدف المؤسسة إلى البناء على النجاحات التي حققتها الأممالمتحدة، ومواصلة تنفيذ توصياتها ذات الصلة. وتهدف المؤسسة من خلال عملها إلى المساهمة في تعزيز الحوار، والتفاعل والتبادل بين الحضارات والثقافات المختلفة داخل الأديان والبلدان والحضارات. وصولاً لتحقيق التفاهم المتبادل والتسامح والتعايش السلمي والتعاون والأمن الدوليين. كما يلعب معهد العالم العربي في "باريس" دوراً هاماً في نشر الثقافة العربية في الغرب، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التبادل الثقافي بين الشرق والغرب. وقد أنشأ المعهد ليكون أداة للتعريف بالثقافة العربية، ويسعى المعهد لتطوير دراسة العالم العربي في "فرنسا" وتعميق فهم ثقافته وحضارته ولغته، وفهم جهوده الرامية إلى التطوّر، إضافة إلى تشجيع التبادل الثقافي وتنشيط التواصل والتعاون بين فرنسا والعالم العربي، ولا سيما في ميادين العلم والتقنيات.