ما زال في صحونكم بقية من عسل هذا هو الأمل في عيون محمود درويش، ولقب الأهلي الخليجي أشعل الحطب في مساءات التحلية وطرد الشتاء من ممرات القلعة فما زال فيها بقية من ذهب. الأمل في الأهلي لم يمت مع وفاة محمود درويش فها هو يعود لموقعه من الإعراب كمبتدأ يقود دفة اللغة والكرة معا، ولولا أن زمن سيبويه يسبق الأهلي لقلت إنه أحد جنود القلعة المخلصين. وقد يكون ذلك ما دعا حارس القلعة الأمين خالد بن عبدالله إلى إهداء جماهير ناديه مجسمات على شكل قلاع جلبها من الصين، فهذا الأمير يعرف جيدا مكونات الأهلي ويعلم أن الأصل في الأهلي قلعة، فالأهلي الذي ولد في زمن بيوت الطين والحجر كان فريدا بقلعته، وذلك ما قاده في ظل الدهشة التي نثرها في عيون الجماهير ليصبح (الأول) من حيث العشاق ليس كما صنفه احد البلداء سادسا. يا سادة، كانت زفة الأهلي الخليجي في الثمانينات ب "باص" مكشوف، وهذا ما فعلته فرنسا وما تفعله جاراتها الآن عندما يحققون بطولات كأس العالم، هل لاحظتم الفرق بين الأهلي والبقية؟ الأهلي طراز معماري خاص بينما الآخرون ينطلقون من نقطة البداية ويحلمون بالقلعة، وليعلم "البليد" الآخر أن الأهلي لا يحلم. هناك فرق بين الحقيقة والحلم وهناك فرق بين الواقعية والضجيج، وفي الأولى يسكن الأهلاويون بينما يسكن غيرهم الثانية. لم يجيش الأهلاويون الإعلام، ولم يكدسوا الخبراء والنفسيين وتعاملوا مع البطولة الخليجية بواقعية، لذلك اقتادوا الذهب لمقر قلعتهم التي لا تعترف إلا بالذهب الذي يأتي عن طريق الكبار، فنياشين القلعة حقيقية لأنها تأتي من بوابة الكبار، وتأتي بِلَيِّ أعناق جيرانه في المنافسة وفي الجماهيرية، بطولاته أمام الهلال، والاتحاد، والنصر، والإفريقي التونسي، حتى الصداقة بطولة رمزه الكبير لم يحققها الأهلي إلا بمشاركة الكبار فعندما حضر الرجاء (العالمي) فيها ومريتمو عريق الكرة البرتغالية غرف الأهلاويون الشهد عسلاً. انه الأهلي ،انه الحقيقة، إنه الأهلي، إنها القلعة، إنه الأهلي.. الأمل لمحمود درويش والمبتدأ لسيبويه، .. إنه الأهلي وكفى ايها "الحالمون". [email protected]