سجل الباحثون الحقليون بالمحمية التابعة للهيئة السعودية للحياة الفطرية الولادة البرية رقم 1000 للمها العربي، حيث يعد مشروع المحافظة على المها العربي من أنجح مشاريع محمية "محازة الصيد"، ويعد نموذجاً دولياً لنجاح برامج المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض. وكانت الهيئة قد بدأت برنامج إكثار المها العربي في الأسر منذ العام 1987 في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية ب"الطائف" مع بداية تأسيس الهيئة، ونجحت في إكثاره تحت الأسر، وأعادت توطينه في محمية "محازة الصيد" في عام 1990على دفعات، نجحت في التكاثر طبيعياً، وتأسيس مجموعات برية متكاثرة ذاتياً، وأصبحت هذه المحمية مصدراً أساسياً للعديد من برامج المحافظة وإعادة التوطين للمها العربي. وقد تم نقل العديد من مجموعات المها العربي من محمية محازة الصيد، وأعيد توطينها في محمية "عروق بني معارض" في "الربع الخالي"، وقدمت العديد منها كإهداء لبرامج إعادة التوطين في العديد من دول الانتشار الطبيعية في العالم العربي. والجدير بالذكر أنه قد أدت النجاحات المضطردة لبرنامج المحافظة على المها العربي، وإعادة توطينه في المملكة على وجه الخصوص، وفي بعض الدول العربية إلى إسقاطه من القوائم الحمراء المهددة بالانقراض في منتصف العام 2011، وكانت البعثات العلمية قد سجلت اصطياد آخر مها عربي في البرية في العام 1972، بعد أن بدأت حملة دولية لإنقاذه قبل عقد من ذلك التاريخ. يذكر أن قطيع المها العربي في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية ب"الطائف"، وفي محمية محازة الصيد الأكثر تنوعاً من الناحية الوراثية على مستوى العالم، إذ يمثل أكثر من 90% من التنوع الوراثي للنوع، وأعداده في المحمية في الوقت الحالي تجاوزت 450 رأساً تنتشر في المحمية التي تبلغ مساحتها 2244كم2. ويشار إلى أن هذه المحمية على بعد 175كم شمال شرقي مدينة "الطائف"، وتعتبر محمية ذات طبيعة خاصة، حيث تخصص للأغراض العلمية والبحثية، ويمنع فيها أي أنشطة استغلالية، وقد تمت إعادة توطين المها العربي، وغزال الأَدمي، وطيور الحبارى فيها، وهي من أكبر المحميات المسيَّجة في "السعودية" بمحيط قدره 220كم، وتبلغ مساحتها 2.000كم2. وتجرى في هذه المحمية دراسات تتبع نمو قطعان المها العربي وغزال الريم، وسلوك النعام. وفي سياق متصل، يشار إلى أنه من المحميات العربية الأخرى التي تولي عناية كبيرة بالمها العربيّ محميّة "عروق بني معارض" في المملكة، ومحمية "جزيرة صير بني ياس"، ومنتجع المها في "الإمارات"، وكانت تتصدر اللائحة محمية المها العربي في "عُمان"، إلا أنه في تاريخ 28 يونيو 2007 فقدت المحميّة هده الصفة، وأصبحت أيضاً أول موقع تراثي عالمي بحسب تصنيف اليونسكو يحذف من لائحة مواقع التراث العالميّ، بعد أن قررت الحكومة العُمانيّة تقليص موطن المها في المحميّة بنسبة 90%. وكان من ضمن الأسباب الأخرى التي دفعت إلى ذلك تناقص عدد المها من 450 رأساً عام 1996 إلى أقل من 65 عام 2007 بسبب القنص غير الشرعيّ، كما أن قرار السماح بالتنقيب عن النفط في المنطقة أدى إلى اعتبار اليونسكو بأن موطن المها في "عُمان" لم يعد صالحاً.