سجل الباحثون الحقليون بمحمية محازة الصيد – 170 كم شرق مدينة الطائف – والتابعة للهيئة السعودية للحياة الفطرية الولادة البرية رقم 1000 للمها العربي. وكانت الهيئة قد بدأت برنامج إكثار المها العربي في الأسر منذ العام 1406ه في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف مع بداية تأسيس الهيئة، ونجحت في إكثاره تحت الأسر، وأعادت توطينه في محمية محازة الصيد في عام 1409ه على دفعات، ونجحت في التكاثر طبيعياً وتأسيس مجموعات برية متكاثرة ذاتياً، وأصبحت محمية محازة الصيد مصدراً أساسياً للعديد من برامج المحافظة وإعادة التوطين للمها العربي.
وجرى نقل العديد من مجموعات المها العربي من محمية محازة الصيد وأعيد توطينها في محمية عروق بني معارض في الربع الخالي، وقدمت العديد منها كإهداءات لبرامج إعادة التوطين في العديد من دول الانتشار الطبيعية في العالم العربي.
وأدت النجاحات المضطردة لبرنامج المحافظة على المها العربي وإعادة توطينه في المملكة على وجه الخصوص وفي بعض الدول العربية إلى إسقاطه من القوائم الحمراء المهددة بالانقراض في منتصف العام 2011م. وكانت البعثات العلمية قد سجلت اصطياد آخر مها عربي في البرية في العام 1972م بعد أن بدأت حملة دولية لإنقاذه قبل عقد من ذلك التاريخ.
وصرّح رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود أن مشروع المحافظة على المها العربي يعد من أنجح مشاريع الهيئة، ويعد نموذجاً دولياً لنجاح برامج المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض.
وأشار إلى أن هذه النجاحات ما كانت لتحقق إلا بتوفيق من الله، ثم بدعم القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله، الذين دعموا مسيرة الهيئة منذ التأسيس مادياً ومعنوياً, كما ثمن جهود الباحثين العاملين في مشروع المحافظة على المها العربي في المملكة.
يشار إلى أن قطيع المها العربي في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف وفي محمية محازة الصيد الأكثر تنوعاً من الناحية الوراثية على مستوى العالم، إذ يمثل أكثر من 90% من التنوع الوراثي للنوع، وأعداده في المحمية في الوقت الحالي تجاوزت 450 رأساً تنتشر في المحمية التي تبلغ مساحتها 2244كم2.