يصادف اليوم الخميس 11 من شهر شعبان 1434ه الموافق 20 من شهر يونيو2013 م يوم اللاجئ العالمي الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2000م ، واحتُفِل به للمرة الأولى في العام 2001م ، حيث تم اختيار يوم 20 يونيو لتزامنه مع يوم اللاجئين الإفريقي الذي تحتفي به بعض من الدول الإفريقية.ويستعرض المجتمع الدولي خلال هذا اليوم هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين، عبر تسليط الضوء في معاناتهم وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم، برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.وتُعد المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إحدى أجهزة الأممالمتحدة، التي نشأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بهدف مساعدة الأوروبيين النازحين نتيجة لذلك الصراع، وبروح من التفاؤل فقد أسس مكتب مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في 14 ديسمبر للعام 1949 ويتخذ من جنيف مقرا له ، بوصفه الجسم الدولي الأساسي المنوط به توفير الحماية للاجئين في أرجاء العالم كافة.وتهدف هذه المنظمة الأممية إلى توفير الحماية الدولية للاجئين، وإيجاد الحلول الدائمة لقضاياهم، بحسب الفقرة السابعة من ميثاق المفوضية للعام 1950. وللمملكة العربية السعودية جهود ملموسة في هذا الجانب الإنساني بما تقدمه من دعم ومساهمة، لاسيما وقد أشاد المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيريس أبان زيارته للمملكة عام 2007م بما لمسه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - من حرص دائم على دعم المفوضية وأعمالها الإنسانية، منوها بما قدمته المملكة من دعم ومساهمات إنسانية لبرامج ونشاطات المفوضية في مختلف دول العالم.ورحب بتطوير العلاقات إلى آفاق أرحب بين المفوضية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والهلال الأحمر السعودي، وتدعيم التعاون المشترك بينهما التي تطمح من خلاله المفوضية بأن تكون الجمعية داعماً دائماً لها في الأعمال والمشاريع التي تقوم بها في مختلف بلدان العالم الإسلامي، بالنظر إلى أن الجمعية تدعم المشاريع الإنسانية التي تقوم بها المفوضية في عدد من دول العالم.وتسلمت المملكة العربية السعودية في شهر يوليو 2010م رئاسة اللجنة الاستشارية لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ( الأونروا ) لتكون بذلك أول دولة عربية مانحة، تتولى الرئاسة في هذه المنظمة التي تتكون من 23 دولة وتنشط في دعم وعون ملايين اللاجئين الفلسطينيين.وتعد المأساة الإنسانية التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م مأساة مدمرة، فقد طرد ونزح من الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل حوالي 957 ألف عربي فلسطيني حسب تقديرات الأممالمتحدة عام 1950م. وبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين نحو 5.1 مليون لاجئ فلسطيني وفق سجلات الأونروا في نهاية عام 2012 ، فيما بلغ عدد المخيمات الفلسطينية الرسمية التي تعترف بها وكالة الغوث في الأراضي الفلسطينية والدول العربية 59 مخيماً، تتوزع بواقع 12 مخيماً في لبنان، و10 مخيمات في الأردن و 10 مخيمات في سوريا و27 مخيماً في الأراضي الفلسطينية، موزعة بواقع 19 مخيماً في الضفة الغربية و8 مخيمات في قطاع غزة. وكان لرئاسة المملكة العربية السعودية لاجتماعات اللجنة الاستشارية للوكالة في 2011 بالأردن اكبر الأثر فقد أوضحت المملكة للأعضاء الداعمين أن إي تراجع في الخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين سيؤثر سلبا على أوضاع اللاجئين حيث دعا رئيس اللجنة الاستشارية لوكالة غوث الدول المانحة إلى مواصلة التزاماتها بدعم وكالة الغوث الدولية وزيادة الدعم المالي في ضوء النمو السكاني للاجئين الفلسطينيين والتطور الخدماتي وظروف الاحتلال والحصار الجائر الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة , مما فاقم من الأعباء المالية على الأونروا وعدم تسييس هذه المساعدات واستخدامها للضغط على اللاجئين تمهيدا للمخطط الصهيوني لتصفية الأونروا . وقدمت المملكة ممثلة في رئيس اللجنة شيكا بقيمة خمسة ملايين ومأتي ألف دولار إلى المفوض العام لوكالة الغوث الدولية مساهمة من المملكة العربية السعودية في دعم ميزانية الوكالة . ولشعور المملكة العربية السعودية بحجم المعاناة التي تواجه مئات الآلاف من الأشقاء العراقيين اللاجئين في كل من الأردن وسوريا, ولإدراكها ما تواجهه المفوضية السامية من مصاعب وتحديات مالية لتنفيذ برامجها المخصصة لهؤلاء اللاجئين, وانسجاماً مع الدور الإنساني الفاعل لحكومة المملكة العربية السعودية فقد تبرعت عام 2009م بمبلغ 5 ملايين دولار مساهمة في دعم برنامج المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المخصص للاجئين العراقيين في هاتين الدولتين, وقد تم التركيز على الأشخاص الأكثر ضعفاً وأصحاب الاحتياجات الخاصة كالمعاقين وضحايا التعذيب والحروب إضافة إلى النساء والأطفال وكبار السن.وقدمت المملكة العربية السعودية في عام 2012 مبلغ (000ر253ر5) خمسة ملايين ومائتين وثلاثة وخمسين ألف ريال سعودي للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مساهمة منها في مساعدة آلاف النازحين اليمنيين. وقد استشعر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الوضع الإنساني القائم في سوريا وما يعانيه اللاجئون والمتضررون في بادرة تعبر عن مدى حرص القيادة السعودية على تقديم العون للمحتاجين حيث بلغ عدد اللاجئين إلى دول الجوار 488 ألف لاجئ سوري منهم 36 ألف لاجئ في الأردن و32 ألف لاجئ في لبنان 153 ألف لاجئ في تركيا 76 آلاف لاجئ في العراق وبلغ إجمالي التبرعات للحملة الوطنية لنصرة الشعب السوري أكثر من 440 مليون ريال حيث بلغت مساهمات الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سوريا أكثر من 25 برنامجاً إغاثياً ومشروعاً إنسانياً منذ تأسيسها في مواقع تجمعات اللاجئين السوريين في كل من الأردن وتركيا ولبنان بتكلفة تجاوزت (221) مليون ريال، وتأتي مبادرة المملكة لتحل كثيرا من هذه الإشكاليات بالمساهمة في بناء المخيمات وتوفير المأكل والمشرب والعلاج. وقدمت حكومة خادم الحرمين الشريفين شيكاً بمبلغ (450) ألف دولار أمريكي، إلى الممثل الإقليمي لمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي نبيل عثمان وذلك إسهاماً من المملكة في دعم مشروع تشجيع النازحين الصوماليين على الاعتماد على الذات.