جازان نيوز - كتبه : فطين عبيد : يستذكر ملايين اللاجئين اليوم مأساتهم في (اليوم العالمي للاجئين) الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في بمقرها في جنيف في العام 2000 بهدف توفير حلول دائمة لمساعدة اللاجئين العودة إلى أوطانهم التي طردوا منها. ولا ينسى اللاجئون خصوصاً الفلسطينيون( باعتبار قضيتهم محوراً رئيساً في الشرق الأوسط) الدور الذي نفذته المملكة بمساندة قضيتهم في الداخل والشتات، ومساهمتها في تمويل برامج دعم صمود الأرض المحتلة، من خلال البرنامج السعودي لدعم الشعب الفلسطيني، إذ تسلمت المملكة في العام 2010 رئاسة اللجنة الاستشارية لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، لتكون أول دولة عربية مانحة، تتولى الرئاسة في المنظمة التي تشمل 23 دولة. ويتفق المجتمع الدولي أن المأساة الإنسانية التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948 مأساة مدمرة، إذ طرد ونزح من الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل 957 ألف فلسطيني حسب تقديرات الأممالمتحدة عام 1950، وبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين نحو 5.1 مليون لاجئ وفق سجلات الأونروا في نهاية عام 2012، فيما عدد المخيمات الفلسطينية الرسمية التي تعترف بها وكالة الغوث في الأراضي الفلسطينية والدول العربية 59 مخيماً، تشمل 12 مخيماً في لبنان، وعشرة مخيمات في الأردن، إضافة إلى عشرة مخيمات في سوريا و27 مخيماً في الأراضي الفلسطينية، منها 19 في الضفة الغربية وثمانية في قطاع غزة. وفي حرب العام 1948 دمرت إسرائيل أكثر من 500 مدينة وقرية فلسطينية، ونفذت 70 مذبحة ما أدى إلى مقتل ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني، اكتشفت آخرها قبل أسابيع في مقبرة الكازاخانة بمدينة يافا، إذ عثر على رفات جماعية مكدسة لمقاومين، واستمر السيناريو نفسه في حرب العام 1967، بعد احتلال إسرائيل سيناءوغزةوالضفة الغربية والجولان, وقتلها أكثر من 20 ألف إنسان. واليوم تؤكد المملكة العربية السعودية للأعضاء الداعمين أن إي تراجع في الخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من أرضهم سيؤثر سلباً على أوضاعهم الإنسانية بسبب زيادة النمو السكاني، والتطور الخدماتي، والحصار الإسرائيلي, ما يضاعف الأعباء المالية على الأونروا، وحاجتها المستمرة لمزيد من التبرعات الحكومية والمؤسساتية، إضافة إلى حصتها موازنة الأممالمتحدة الاعتيادية. وتُعد المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين إحدى أجهزة الأممالمتحدة، التي نشأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بهدف مساعدة الأوروبيين النازحين نتيجة لذلك الصراع، وأسس مكتب مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في 14 ديسمبر في العام 1949 في جنيف ، بوصفه الجسم الدولي الأساسي المسؤول عن توفير الحماية للاجئين في أرجاء العالم كافة. وتعرف المفوضية اللاجئ أنه "كلّ شخص خائف من التعرّض للاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معيّنة بسبب آرائه السياسية، ووجوده خارج البلاد التي يحمل جنسيّتها". وساعدت المفوضية خلال ستة عقود نحو 65 مليون شخص على بدء حياتهم من جديد، واليوم يواصل نحو سبعة آلاف شخص من موظفي المفوضية في نحو 120 بلداً تقديم المساعدة لأكثر من 20 مليون شخص. وتحل المناسبة وقد بلغ عدد المشردين واللاجئين من سكان الدول الإسلامية أكثر من نصف مجموع المشردين واللاجئين عالمياً، بسبب الحروب والنزاعات في عدد دول العالم منها أفغانستان والعراق واليمن والصومال والسودان وسوريا وغيرها من البلدان العربية والإسلامية.