صادف أمس ال20 من حزيران (يونيو) الجاري يوم اللاجئ العالمي الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2000، واحتُفِل به للمرة الأولى في عام 2001، وتم اختيار هذا اليوم لتزامنه مع الاحتفال مع يوم اللاجئين الأفريقي الذي تحتفل به بعض الدول الأفريقية. وللمملكة العربية السعودية جهود ملموسة في هذا الجانب الإنساني بما تقدمه من دعم ومساهمة، وفي هذا السياق أشاد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس إبان زيارته للمملكة عام 2007 بما لمسه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من حرص دائم على دعم المفوضية وأعمالها الإنسانية، منوهاً بما قدمته المملكة من دعم ومساهمات إنسانية لبرامج ونشاطات المفوضية في مختلف دول العالم. ورحب بتطوير العلاقات إلى آفاق أرحب بين المفوضية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والهلال الأحمر السعودي وتدعيم التعاون المشترك بينهما التي تطمح من خلاله المفوضية بأن تكون الجمعية داعماً دائماً لها في الأعمال والمشاريع التي تقوم بها في مختلف بلدان العالم الإسلامي بالنظر إلى أن الجمعية تدعم المشاريع الإنسانية التي تقوم بها المفوضية في عدد من دول العالم. وفي هذا الإطار قدمت المملكة العربية السعودية مساعدات كبيرة ومشهودة من خلال التعاون الإنمائي الثنائي مع الدول المستفيدة ومن خلال الأممالمتحدة والهيئات والمؤسسات التمويلية متعددة الأطراف (الإقليمية والدولية) والمنظمات ذات البرامج المتخصصة، عبر الإسهام في رؤوس أموالها أو في دعمها إدارياً وفنياً، كما دعمت مؤسسات ومنظمات ذات برامج متخصصة أنشئت لأغراض محددة وتؤدي أنشطة معينة تحظى باهتمام المجتمع الدولي مثل وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الاونروا)، والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وتعد المملكة من الدول الداعمة لنشاطات الوكالة وتقديم التبرعات لمشاريع الوكالة وخاصة البرنامج السعودي لمساعدة الشعب الفلسطيني لتنفيذ مشاريع في الأراضي الفلسطينية، ضمن دور المملكة الرائد في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ولا سيما في الظروف السياسية الحساسة التي تمر بها قضيته. وحرصت المملكة على دعم ومساندة وكالة غوث الدولية للاجئين الفلسطينيين وتمكينها من أجل الوفاء بالتزاماتها المعيشية والتعليمية والعلاجية للاجئين الفلسطينيين، ونتيجة لهذه الإسهامات الكبيرة قدمت المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) كارين أبو زيد جائزة المانح المميز للاونروا للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني بغزة الأمير نايف بن عبدالعزيز كأول شخصية عالمية تنال هذه الجائزة، تقديراً لجهوده المميزة في العمل الإنساني وإسهاماته الكبيرة في هذا الشأن من خلال ما تقدمه اللجان والحملات الإغاثية السعودية بإشراف ومتابعته بشكل عام وما تقدمه حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، من برامج إغاثة ومشاريع إنسانية بالتعاون المشترك مع المنظمات والهيئات الدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وتغطية العديد من البرامج والنشاطات التي تقوم بها وكالة الأونروا. وتسلمت المملكة العربية السعودية في 2010 رئاسة اللجنة الاستشارية لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الاونروا) لتكون بذلك أول دولة عربية مانحة تتولى الرئاسة في هذه المنظمة التي تتكون من 23 دولة، وتنشط في دعم وعون ملايين اللاجئين الفلسطينيين. وتعد المأساة الإنسانية التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948 مأساة مدمرة، فقد طرد ونزح من الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل حوالى 957 ألف عربي فلسطيني حسب تقديرات الأممالمتحدة عام 1950.