تسعى العديد من المؤسسات في المملكة للاستفادة من القدرات الإبداعية الكبيرة الموجودة عند ذوي الإعاقة البصرية استفادة كبيرة؛ نظراً لما يتمتعون به من قدرات إبداعية كبيرة، وفي هذا الإطار حوّل نادي "رؤية" للإعاقة البصرية التابع لمؤسسة الأمير "محمد بن فهد" للتنمية الإنسانية ب"الدمام"، عدداً من المكفوفين إلى منتجين وفاعلين في العمل التطوعي، من خلال البرنامج الصيفي الذي أطلقه لفئة الأطفال المكفوفين بالتعاون مع «القروب» التطوعي «ستوري تايم». ويحتضن النادي نحو ستة وثمانين من المكفوفين والمكفوفات، يقدم لهم عدداً من البرامج والأنشطة، حيث يهدف هذا البرنامج الصيفي إلى دمج كفيفي البصر مع المبصرين، ويستهدف المرحلة السنية من سبع إلى اثني عشر عاماً، كما يعمل على تدريب الطفل على فكرة التطوع والعطاء، ليكون فرداً فعالاً ومنتجاً في المجتمع، ويُخرجه من دور المتلقي إلى المنتج والمتفاعل والمندمج، ليشعر بأن له دوراً في المجتمع، وقادر على ترك بصمة فيه، إضافة إلى تفعيل العمل الميداني ليكون بمثابة أول مشروع تطوعي للأطفال المكفوفين، ويبلغ عدد المستفيدين من البرنامج قرابة ثلاثين طفلاً، بينهم سبعة من مكفوفي البصر. ويسعى النادي من خلال رسالته المجتمعية إلى نشر الوعي بطبيعة ذوي الاحتياجات الخاصة، وبصفة خاصة من لديهم إعاقة بصرية، نظراً لأنهم يمثلون شريحة كبيرة في المجتمع، حيث يتمتع أكثر من عشرين شخص من ذوي الإعاقة البصرية المسجلين بالنادي بتقنية الصرافة الناطقة بأحد البنوك في "الدمام"، ولقيت الخدمة استحسان المكفوفين، حيث قدمت إدارة البنك نبذة مختصرة عن الخدمة وكيفية تطبيقها بعد أن قام البنك بالتعريف بأقسامه، وفتح حسابات للأعضاء للتمتع بالتقنية الحديثة، التي ستجعل الأعضاء يعتمدون على أنفسهم. وعلى صعيد الاهتمام بالمكفوفين أيضاً نجحت جمعية "إبصار" للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية في تكوين صورة إيجابية عن أدائها، حيث تطوِّر "إبصار" رؤيتها الإستراتيجية في ضوء تنامي الحاجة إلى خدماتها، وفي هذا الإطار يأتي مشروع "قرية الإبصار" منظومة متكاملة لمواجهة ضعف الموارد المالية للجمعية، والبطالة بين ذوي الإعاقة البصرية. وتعتمد فكرة "قرية إبصار" على إيجاد منظومة حديثة للتنمية المستدامة، وبناء القدرات لذوي الإعاقة البصرية والكوادر في مجال العناية بذوي الإعاقة البصرية، من خلال إنشاء قرية نموذجية بمحافظة "جدة" للعناية بضعف البصر، وإعادة تأهيل وتوظيف المعاقين بصرياً، وتدريب وتعليم المختصين في مجالات الإعاقة البصرية، وذلك بهدف تحويلهم إلى قوة منتجة داخل المجتمع.