على ما يبدو أن مسلسل الأخطاء الطبية في مستشفيات المملكة سواء كان الحكومي منها أو الخاص لانهاية له , وهي أخطاء يقف خلفها إما طبيب كسول يفتقد للرقيب الذي يعيده إلى المسار الصحيح حال لاحظ وجود تقصير منه في عمله أو كانت أخطاء تسبب بها معالج آخر مهمل غير مكترث أو مبالٍ بحياة مريض قاده قدره إلى أن يكون بين يديه وهو بحاجة ماسة للعلاج المناسب . وقفت (البلاد) على قضية الطفل فهد راشد السقياني ذو العامين والذي تعرض برفقة عائلته إلى حادث مروري أليم على طريق القصيم/الرياض السريع منذ ثلاثة أسابيع مضت , بحسب رواية عائلته فلقد تم نقله أول مرة إلى مستشفى ناصر بن سعد السديري في مدينة الغاط لقرب الأخير من مكان الحادث ليكتشف الأطباء وجود "نزيف داخلي" ونتيجة لتواضع الإمكانات الطبية لمستشفى يخدم سكان محافظة الغاط وجميع القرى التابعة لها تمت مخاطبة مستشفى الملك خالد في مدينة المجمعة لاستقبال هذه الحالة ليتم نقل الطفل إليه بعد مرور يوم واحد على الحادث . نجح الأطباء هناك في إيقاف النزيف الداخلي للطفل لكنهم إكتشفوا عدم قدرته على تحريك يده اليمنى نتيجة وجود إرتخاء تسبب به تحرك بعض فقرات العمود الفقري بسبب الحادث المروري مع ضرورة الكشف عليه من قبل إستشاري متخصص في المخ والأعصاب وهو ما لا يملكه مستشفى الملك خالد في المجمعة ليعيد عائلة الطفل إلى القضية الأولى وهي تواضع الإمكانات والأجهزة الطبية في بعض مستشفيات المملكة مما إضطر مسؤولي المستشفى إلى مخاطبة مستشفى "خاص" في مدينة الرياض بعد أن فشلت محاولاتهم في العثور على سرير للطفل في المدن الطبية والمستشفيات الحكومية الكبرى هناك ليأتي رد المستشفى الخاص بالإيجاب ويتم نقل الطفل إليه من اليوم التالي. لكن المستشفى الخاص و بدلاً من أن يكون الملاذ الآمن الأخير الذي ينهي هذه الرحلة العلاجية الطويلة للطفل أبى أن يكون إلا جزءاً من المشكلة بل وأكثر من ذلك ! فمنذ اليوم الأول قام باستدعاء إستشاري متخصص في العمود الفقري من مستشفى قوى الأمن الحكومي نتيجة افتقار المستشفى للطبيب المتخصص في علاج هذه الحالة ! ليتم بعد ذلك تركيب جهاز مثبت للعمود الفقري لمدة أسبوعين وسط بكاء مستمر من قبل الطفل الذي لم يتوقف إلا بعد أن تمت إزالة هذا الجهاز لتكتشف والدته جرحاً غائراً متعفناً تسبب به تركيب هذا الجهاز غير المناسب لحالة الطفل , إكتشاف والدته هذا لم يكن الأخير بل عثرت على قطعة زجاج كانت مختبئة خلف جرح في أنف طفلها رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على وجوده في مستشفياتنا ! وهو ما أضطر عائلته للبحث من جديد عن مستشفى حكومي ينهي معاناة طفلهم إلى الأبد وهو ما نجحوا فيه بعد أن عثروا على سرير لطفلهم في مدينة الملك فهد الطبية بعد بقائه على قائمة الإنتظار مدة ليست بالقصيرة. (البلاد) التقت بالسيد بتال السقياني عم الطفل فهد الذي ناشد وزير الصحة والمسؤولين بضرورة محاسبة كل مقصر تسبب في معاناة هذا الطفل الذي تم نقله إلى أربعة مستشفيات خلال هذه المدة وطالب برد اعتباره وتعويض الطفل عن ما وجده من إهمال وأخطاء طبية كادت أن تعصف بحياته , تحتفظ (البلاد) بالتقارير الطبية لحالة الطفل فهد وكذلك باسم المستشفى الخاص في مدينة الرياض الذي كانت له اليد الطولى في هذه المعاناة .