تمضية الوقت في الحديقة ليس مجرد تسلية لمرضى الزهايمر، فلهذا الوقت فائدة كبيرة لهم، ممكن أن تعيد إليهم ذكريات ثمينة من الماضي. في معرض تشيلسي للزهور، جناح خاص نظمته "جمعية مرضى الزهايمر في بريطانيا" تساعد في تسليط الضوء على هذه الفئة من المجتمع. أزهار تتراقص على ألحان نسمة عابرة، تفوح منها رائحة مميزة تعيد إليهم ذكريات منسية من الماضي . هذا ما يشعر به زائر حديقة خاصة لمرضى الزهايمر، إحدى الحدائق المشاركة في "معرض تشيلسي" للزهور الشهير في بريطانيا.ليز مونكس - من جمعية مرضى الزهايمر البريطانية- قالت: " تعتبر الزراعة والاعتناء بالحدائق، أمر مهم للغاية للذين يعانون من فقدان الذاكرة ،الفائدة ليست فقط جسدية بل إنها علاج مستمر على المدى البعيد، ما نلاحظه على مرضى الزهايمر مدى تمتعهم بهذه الأجواء خصوصاً الروائح والمذاقات المألوفة". أزهار ومزروعات امتلأت بها حديقة "جمعية الزهايمر" البريطانية، ممرات الحديقة تناسب وضع المسن الصحي من حيث التصميم، ممراتها منبسطة ليتنزه فيها المسن دون عناء، كما وباستطاعة المسن التقاط منتجات الأشجار بشكل آمن. آدام فروست - مصمم حديقة "مرضى الزهايمر"- قال:"كل ما تنتجه الحديقة صالح للأكل، لدينا منتجات مثل السفرجل، التوت، والكثير من الفواكه، المزروعات منظمة بطريقة تعطي شكلاً معمارياً مميزاً". حديقة العائلة كما سميت، أنشئت لتشجيع أجيال باعدت الحياة فيما بينها. ألوان ونفحات وكلمات تعيد جزءاً من ماض سرقه الزمان. الممثلة ليندا بيلنغهام قالت:"يمكن أن يجلس مريض الزهايمر في حديقة كهذه ويشم, على سبيل المثال، رائحة النعنع لتذكره بالبطاطا عندما كان صغيراً، أو يرى عصفوراً يذكره بموقف معين عاشه في حياته. إن هذا حيوي جداً لمرضى الزهايمر. اشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة يزيد عن ستة وثلاثين مليون مريض في العالم معظمهم من مرضى الزهايمر وفي بريطانيا وحدها هناك ما يزيد عن ثمانمائة ألف مريض.