لم أكن أتمنى أن يصل إهمال الأخ والشاعر محمد النفيعي وعدم مبالاته بنفسه إلى هذا الحد من العزلة التامة عن محبيه والمقربين منه لشهرين متواليين لتدهور وضعه النفسي والصحي بحسب ماعرفت عنه مؤخراً.أقول هذا وقلبي يعتصر ألماً لوضع ماكان له أن يكون لولا الإهمال وعدم المبالاة بالعواقب التي نتجرع مرارتها الآن. ويخطئ من يظن أو يعتقد أن الشاعر محمد النفيعي لم يلق الإهتمام والرعاية الصحية المطلوبة في وطنه قبل أن تتفاقم أزمته حيث يذكر هو قبل غيره الوقفة الإنسانية المشكورة لسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بمجرد تعرضه للجلطة الدماغية ،التي يعاني من تبعاتها الآن، قبل أكثر من ثمانية أعوام حيث أمر سموه بعد إطلاعه على الخبر الذي كتبته عنه إثر زيارتي له في مستشفى حي الجامعة الأهلي والذي أدخل له من قبل عائلته ونشر على أخيرة جريدة البلاد بنقله فوراً إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة وبالفعل تم ذلك ونقل وخصصت له غرفة بمركز رجال الأعمال بالمستشفى وكلف سموه الزميل جابر القرني مدير الشؤون الإعلامية بمكتب سمو رئيس الحرس الوطني بمتابعة حالته مع الفريق الطبي المشرف على علاجه بشكل يومي وإبلاغه بأي تطور في حينه. وما أن أحس النفيعي ببداية التعافي وبرغم معارضة الأطباء لخروجه قبل أن يتماثل للشفاء التام بحسب التوجيه الكريم ماكان منه سوى مغادرة المستشفى دون أن يشعر به أحد غير عابئ بما سيحدث له من مضاعفات لاتحمد عقباها فيما بعد وقد عرفت بمغادرته من قبل الزميل جابر القرني والذي اتصل بي يسألني عنه وأبلغني إستياءه مماحدث فقمت حين علمي بالبحث عنه والاتصال به في محاولة الهدف منها إقناعه للعودة إلى المستشفى ليستكمل علاجه إلا أن جميع محاولاتي باءت بالفشل مع الأسف الشديد. ومن ثم انقطعت أخبار النفيعي عني إلى أن عرفت بأنه أحيل للتقاعد بموجب تقرير طبي من قبل وزارة التربية والتعليم والتي كان يعمل بها معلماً فاختار العزلة بعدما تكالبت عليه الديون وساء وضعه الصحي والنفسي عن مواجهة المصير المحتوم. الشاعر محمد النفيعي الآن يقيم في منزل مستأجر ويتقاضى راتباً تقاعدياً يبلغ أحد عشر ألف ريال يقتطع البنك منه شهرياً ستة آلاف ريال لسداد مديونية سابقة فيما يذهب المبلغ المتبقي للايجار ولايلبي احتياجاته وأسرته إضافة إلى أن أياً من أولاده لايعمل ليقوم بمساعدته والتخفيف عنه في أبسط الأحوال. وبدوري أناشد كافة ذوي القلوب الرحيمة لانتشال الشاعر محمد النفيعي من المأساة التي تكاد تودي بحياته مالم نلحق به.