في استفتاء يعد الأول من نوعه في العالم العربي، أعلنت إدارة مهرجان "دبي" السينمائي الدولي اعتزامها إجراء استفتاء لاختيار أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما العربية. ومن المقرر أن يشهد الاستفتاء الذي سيقام ضمن الدورة العاشرة من المهرجان في شهر ديسمبر المقبل، مفاضلة للأفلام التي تشكل تيارات واتجاهات مختلفة، والعمل على توثيقها في موسوعة سينمائية تصدر باللغتين العربية والإنجليزية, وذلك بمشاركة نقاد السينما والعاملين في الحقل السينمائي، إضافة لكتاب وروائيين وأكاديميين وشخصيات ثقافية متصلة بواقع السينما العربية وتاريخها من العرب وغيرهم. من ناحية أخرى يعتبر المشروع سالف الذكر فرصة استثنائية لمعاينة تاريخ السينما العربية ومنجزاتها، بواسطة نخبة من الخبراء بما يتيح لعشاق السينما في العالم العربي التعرف على أهم مميزاتها ومفاصلها التاريخية. ويأتى هذا الاستفتاء تماشياً مع توجهات مهرجان "دبي" السينمائي الدولي الحريص على تفعيل العمل السينمائي العربي المشترك، سواء على صعيد مشاركاته ودعمه لقطاع الإنتاج أو في المجال الثقافي والمعرفي. ومن المتوقع إصدار موسوعة شاملة تضم دراسة شاملة لنتائج الاستفتاء والحقائق التاريخية والجمالية التي خلص إليها ومقالات نقدية للأفلام المختارة, وسيتم توزيع هذه الموسوعة ضمن فعاليات المهرجان، مع إتاحتها أيضاً في المكتبات العربية والعالمية، لتكون مرجعاً للدراسين والمهتمين بهذا المجال. هذا وسيقوم المهرجان بتوجيه الدعوة لأكثر من ألف شخصية سينمائية وثقافية من جميع البلدان العربية، إضافة لعدد من المتابعين للسينما العربية حول العالم، للمشاركة في هذا الاستفتاء عبر نظام تصويت خاص يتيح لكل مشارك اختيار 10 أفلام يعتبرها الأهم من وجهة نظره في تاريخ السينما العربية. جدير بالذكر أن الاستفتاء يلقي الضوء على أفلام روائية ووثائقية طويلة في كافة البلدان العربية، وأفلام الإنتاج المشترك العربي، وأفلام الإنتاج المشترك العربي الأجنبي, كما اشترط الاستفتاء على الأفلام المشاركة فيه أن يكون موضوع الفيلم عربياً ومخرجه من جنسية عربية، أو ينتمي إلى أصول عربية. ومهرجان "دبي" السينمائي الدولي الذي انطلق في ديسمبر 2004 تحت شعار "ملتقى الثقافات والإبداعات", يعتبر بحق حدثاً ثقافياً غير ربحي تنظّمه سلطة المنطقة الحرة للتكنولوجيا والإعلام في "دبي", حيث شهد عام 2006 إطلاق جوائز المهر للإبداع السينمائي العربي، والتي تهدف إلى تكريم السينمائيين العرب على الصعيدين الإقليمي والدولي. وفي عام 2008، تم توسيع نطاق المسابقة لتشمل مسابقة المهر العربي، ومسابقة المهر الأسيوي الأفريقي, وفي 2010، تم تخصيص مساحة خاصة من المهرجان للسينما الإماراتية، وذلك بإطلاق مسابقة المهر الإماراتي لتكريم المخرجين الإماراتيين في فئات الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية والقصيرة. ومن المبادرات التي دشنها المهرجان أيضاً عام 2006، "مكتب السينمائيين" الذي تأسس بهدف تقديم الدعم والمساعدة لجميع الأعضاء المسجلين. وإلى جانب النسخة الرابعة من المهرجان عام 2007 تم إطلاق "ملتقى "دبي" السينمائي"، وهو بمثابة سوق للإنتاج السينمائي يهدف إلى تعزيز نمو صناعة السينما في العالم العربي. وفي 2008، ظهر "سوق "دبي" السينمائي" إلى حيز الوجود، وهو أول سوق من نوعه في المنطقة، يوفر منصة حديثة لتجارة المواد السمعية والبصرية، وذلك من خلال بوابة السوق الرقمية (سنيتيك). وفيما يتعلق بدورة المهرجان العام الماضي، فقد اختتمت فعاليات الدورة التاسعة بحضور إعلامي كثيف على المستويين المحلي والدولي، بحضور لفيف من نجوم السينما ومحترفيها من ممثلين، ومخرجين ونقاد عرب وعالميين، وتم عرض 158 فيلماً من 61 دولة تتحدث 43 لغة، خلال الفترة من 9 إلى 16 ديسمبر الماضي, وشهد "سوق الأفلام" عرض 330 فيلماً بزيادة 60%، مقارنة بالدورة الثامنة التي شهدت عرض 200 فيلم فقط.