حول تداعيات بناء المملكة جداراً عازلاً على الحدود مع "اليمن"، أكد "وحيد حمزة هاشم" - أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك "عبد العزيز" - على أهمية العلاقات السعودية اليمنية، حيث يربط بين البلدين علاقات تاريخية وثقافية وحضارية، ويعتبران عمقاً إستراتيجياً لبعضهم البعض، مرحباً بالعمالة اليمنية الرسمية في بلدهم الثاني "السعودية". وأضاف أن الهدف من بناء السياج الأمني على الحدود مع "اليمن"، متمثل في تخوف المملكة من تسلل المواطنين إليها بعيداً عن الإجراءات الرسمية، إضافة إلى تربص بعض الدول لزعزعة أمن واستقلال "السعودية". وأوضح أنه من حق المملكة إنشاء الجدار طبقاً للقانون الدولي، نافياً أن تكون "السعودية" قلقة من تصدير ثورات الربيع العربي إليها عبر "اليمن". وأشار إلى أن اتفاقية "جدة" التي وقعت بين الرئيس اليمني السابق في عهد الملك "فهد بن عبد العزيز"، جاءت بمحض إرادة الحكومة اليمنية، ووفقاً للمعاهدات والاتفاقيات الدولية، ولذلك شرعت في بناء الجدار عام 2003 بناءً على هذه الاتفاقيات. وفي سياق متصل، أكد "جمال الأصبحي" - قيادي في الثورة اليمنية - أنه رغم أن اليمنيين تجمعهم قواسم دينية واجتماعية وحضارية مع "السعودية"، إلا أن بناء الجدار يعد خرقاً لجميع الاتفاقيات التي أبرمت بين البلدين، وخاصة معاهدة الطائف التي أبرمت عام 1934، ونصت على وقف الحرب واستقلال الدول، مؤكداً أن الجدار سيؤثر سلباً على العلاقات السعودية اليمنية، إضافة إلى تأثيره على الوضع الأمني بين البلدين. وذكر - خلال حواره مع برنامج نقطة حوار، المذاع على قناة البي بي سي العربية - أن مغادرة الشعب اليمني إلى المملكة ظهر بغرض البحث عن العمل، وأن "اليمن" تعمل على توطيد علاقاتها مع "السعودية" من خلال ترميم ما قام به الرئيس اليمني المخلوع "علي عبد الله صالح"، لافتاً إلى أن المرحلة القادمة لا بد وأن تتسم بالحسم، لا سيما في ظل وجود آبار نفطية تغطي 34 % من الاحتياطي العالمي للبترول بين البلدين. وطالب "السعودية" بضرورة الالتزام بالاتفاقيات المبرمة بين البلدين، وعدم دعم المعارضة اليمنية الخارجية؛ لأن أمن المملكة مرتبط بوحدة اليمنيين.