ركز صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان ال خليفة رئيس مجلس الوزراء على عدة نقاط مهمة في لقائه الموسع مع رؤساء تحرير الصحف الخليجية الذين التقوا به في قصر "القضيبية" حيث استغرق اللقاء اكثر من ساعة ونصف تحدث فيها سموه بإسهاب عن الوضع الخليجي والانسان الخليجي والوضع العربي حيث قال للصحفيين الخليجيين علينا بالصحوة، والحذر من الغفلة، وباتحادنا ضمانة، والقلم أمانة، والأمن كلٌ لا يتجزأ، والاتحاد الخليجي بات مطلباً شعبيا وتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين تحققه، فنحن في المنطقة أمام قضية مصير، نكون أولا نكون، لأنها تمر بظرف استثنائي ومستهدفة في أمنها واستقرارها وبث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، والاتحاد الخليجي سيكون سداً منيعاً يقاوم محاولات اختراق البناء الخليجي والمحافظة على صلابته. كما أشاد بالمكانة التي نجحت الصحافة الخليجية في تبوئها على الصعيدين العربي والعالمي، وبنهج الاعتدال والاتزان الذي تتمتع به في تناولها وتعاطيها الصحافي في الدفاع عن الحق الخليجي وقضايا الأمة العربية من خلال تفنيد الأباطيل التي تحاول أن تشوه المنطقة حكومات وشعوبا، مؤكدا سموه أن صحافتنا الخليجية وصلت إلى مراحل متقدمة تعكس التطور الذي تشهده الدول التي تنتمي إليها. وأشاد بما حققه قادة دول مجلس التعاون من نهضة وتنمية في دولهم وبحرصهم على استثمار خيرات وموارد بلادهم في شعوبهم حتى أصبحت التنمية الخليجية سمة مميزة وبدت مظاهرها بارزة على الإنسان الخليجي بجهود قادة دوله وحكوماتها فالانسان هو الثروة الحقيقية، وما ينعم به المواطن الخليجي قد لا ينعم به الكثير من نظرائه في كبريات دول العالم، لذا فإن صون هذه المنجزات وزيادة مكتسباتها واجب من خلال العمل على استتباب الأمن والاستقرار. كما أشاد سموه بدرع الجزيرة وبالدور الذي يقوم به في الدفاع عن أمن واستقرار دول مجلس التعاون، وان التحديات في المنطقة تستوجب تطوير منظومته وجعله يماثل في طبيعة دوره المنظومات الدفاعية الموجودة في التكتلات العالمية الأخرى مثل الناتو. وأشار سموه إلى أن الدول الخليجية بوجه خاص ودول المنطقة بوجه عام، تواجه حملة من بعض وسائل الإعلام الخارجية تستهدف تشويه انجازاتها، ويجب أن يكون من بين أولوياتنا العمل على التصدي لهذه الحملات الظالمة عبر التركيز على ما تشهده دولنا من تطور وتنمية في العديد من المجالات.وأكد سموه أن الكلمة الصادقة هي سلاح أثبت قدرته وفعاليته في مواجهة محاولات الاختراق الفكري التي تتعرض لها منطقتنا، منوها سموه بالوقفات المشرفة لرجال الصحافة والإعلام الخليجيين إلى جانب أشقائهم في مملكة البحرين فيما تعرضت له من هجمة إعلامية شرسة استهدفت دعم محاولات تقويض أمنها وسيادتها، وشدد سموه على أهمية الحفاظ على وحدة الكلمة والموقف التي كانت ولازالت أهم السمات التي تميزت بها دول وشعوب مجلس التعاون الخليجي. كما ركز سموه على الاوضاع العربية القائمة حاليا وما تمر به من حالات قاسية قد أبعدها الله عن دول الخليج ولله الحمد. وقال لان قادة دوله قد تنبهت لأحقية المواطن فيها بإعطائهم ما يطمحون فيه من عناية ورعاية فأصبحوا يداً واحدة.. كما تعلمون ان الخليج مطمع لكثير من الدول لما تتوفر فيه من خيرات ومن موقع استراتيجي مهم وهذا الأمر يحتم على ابنائه التنبه والالتفاف حول بعضهم البعض ليكون ستراً منيعاً امام مطامع الطامعين فيه وفي خيراته وبهذا تكون مبادرة خادم الحرمين الشريفين في اقامة اتحاد خليجي مبادرة صائبة وفي مكانها لما تحققه من سياج امام كل طامع وبتحقيق ذلك الاتحاد تصبح اكثر تلاحماً لا ينفك مهما تزايدت عوادي الزمان علينا بإذن الله. إن لدينا شاهداً قوياً في نجاح الاتحاد فهذا الاتحاد الاوروبي امامنا وهو قوة عظمى رغم اختلاف لغاتهم في الوقت الذي نمتاز نحن في الخليج به بعقيدة صافية واحدة وبلغة واحدة وتاريخ اجتماعي واحد وكل ذلك يحتم على سلامة خطوة الاتحاد لأنها خطوة في الاتجاه الصحيح.كما ركز سموه على ان تبادر الصحافة على ابراز الكلمة الصادقة والامينة فقادتنا كلهم اذان صاغية للكلمة الصادقة والامينة والمخلصة وانتم اهل لهذه الكلمة. فنحن – نقرأكم – فاوصلوا كلمتكم لهم. وقال سموه:ان للشيخ زايد رحمه الله قولة جميلة عندما قال نأخذ من داخل الأرض لنصرفه فوق الارض.وقال سموه تعرفون يا اخوان ان الاتحاد قوة ونحن في الخليج ومعنا اليمن التي يجب ان تستقر احوالها لتنمو اقتصادياً فهي بلد عزيز علينا جميعاً.ومضى سموه قائلا انني اعود واكرر ان ما وصل اليه الخليج من نمو اقتصادي ومالي ما هو الا نتيجة سياسة قادته الذين وضعوا امام اعينهم مصلحة المواطن ليعيش في رغد العيش والامان والاطمئنان.وختم سموه حديثه المسهب نحن في البحرين سعداء بتواجدكم وانني لسعيد بلقائكم هذا الذي نأمل ان يتكرر دائماً وانتم بخير وعافية.