حول قراءة الاتفاقية الفلسطينية الأردنية فيما يتعلق بالإدارة السياسية والدينية للقدس، أكد "خير الله خير الله" - كاتب وباحث سياسي - أن اتفاق السلام الأردني الإسرائيلي نص على أن يكون للأردن الولاية على المؤسسات الدينية الإسلامية ب"القدس"، ولكن الاتفاق الأخير بين السلطة الفلسطينية والعاهل الأردني، تضمن وضع "القدس" سياسياً تحت تصرف السلطة الفلسطينية، ودينياً تحت سيطرة العاهل الأردني؛ من أجل مواجهة مؤامرات "إسرائيل" تجاه المسجد الأقصى. وأشار - خلال حواره مع برنامج حوار الليلة المذاع على قناة "سكاي نيوز" - إلى امتلاك "الأردن" قبل عام 1967 السيادة على القدسالشرقية، لافتاً إلى أن وصاية "الأردن" الدينية على القدس أمر طبيعي ومعروف تاريخياً، حيث لعبت دوراً هاماً في تحسين أوضاع البلاد، إلى جانب توفير حياة أفضل لسكانها. وأفاد أن "الأردن" استجاب للطرف الفلسطيني في الحماية الدينية على المناطق المقدسة، مستبعداً طرح مشروع الفيدرالية أو الكونفدرالية بين "الأردن" و"فلسطين"، ولكن الأمر منصب على حماية المقدسات، وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، منوهاً بأن قيام "الأردن" بفك الارتباط مع الضفة الغربية، يعتبر اعترافاً أردنياً بالدولة الفلسطينية المستقلة، ورسم حدوده بموجب اتفاقية السلام مع "إسرائيل"، مطالباً بعدم الخوض في الأحاديث حول الفيدرالية أو الكونفدرالية ب"الأردن". وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يهدد كل ما يمكن أن يساهم في إقامة الدولة المستقلة ب"فلسطين"، ويستغل قيام مجموعة من الفلسطينيين بالمزايدة ورفض التعاطي مع الواقع، مشيداً بتحقيق السلطة الفلسطينية الكثير من الإنجازات، من أبرزها اعتراف الأممالمتحدة ب"فلسطين" كدولة بصفة عضو مراقب. وفي سياق متصل، أكد "نبيل الشريف" - وزير الإعلام الأردني الأسبق - على الدور الهام الذي تلعبه "الأردن"، من خلال تقديم الدعم والحماية للأماكن المقدسة بمدينة "القدس" الشريف، محذراً من وجود مجموعة من الأطراف الساعية إلى إثارة الفتنة بين "الأردن" والسلطة الوطنية الفلسطينية، ومؤكداً على أن الخلافات بين "فتح" و"حماس" لا علاقة لها بالأقصى ولكنها خلافات سياسية. وأضاف أن تخصيص رعاية "القدس" دينياً للملك "عبد الله"، يرجع إلى الدور المعروف للأسرة الهاشمية في تقديم الدعم والحماية للمناطق المقدسة ب"القدس" على مدار التاريخ، منذ عهد الملك المؤسس، لافتاً إلى أن التركيز على الدور الهاشمي يرجع إلى بيعة العشرينات، وأن الحديث عن الفيدرالية أو الكونفدرالية بين "الأردن" و"فلسطين" غير وارد الآن، ويثير مخاوف الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية. وأكد أن المتابعين للقضية الفلسطينية يعلمون وجود الكثير من المساعي الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد "القدس"، والسيطرة على الأماكن المقدسة، الأمر الذي يتطلب جهداً مقاوماً من قبل الأطراف العربية. وأشاد "الشريف" بدعوة العاهل الأردني مختلف القيادات السياسية والتنفيذية والقضائية والشعبية، لحفل توقيع الاتفاقية بين "الأردن" والسلطة الفلسطينية، من أجل إضفاء الأهمية على الحدث، إلى جانب اتخاذهم كشهود على الاتفاقية.