المنتدى الاقتصادي شاكر عبد العزيز وأحمد شرف الدين وسلطان السلمي .. تصوير : خالد الرشيد وابراهيم بركات ومحمد الاهدل أجمع المشاركون في الجلسة الثانية لمنتدى جدة الاقتصادي الثالث عشر أمس (الأحد) على أن الأفكار الخلاقة والمبادرات الرائعة هي التي تصنع المدن السكانية الناجحة وتساهم في تطورها ونموها، وشددوا على أن المدينة التي تقف في مهب الرياح ولا تستطيع أن تحدد مسارها ستختفي من على خارطة التحضر، ولن يكون لها مكان في المستقبل ، ودعا رئيس بلدية بيوغنو بتركيا السيد أحمد مصباح ديميركان خلال الجلسة التي ناقشت (المدن بإعتبارها بيئة جاذة للسكان) بمشاركة وزير الدولة العليا للتجارة والصناعة والتنمية الوطنية بسنغافورة السيد لي بي تشان وعدد من الخبراء، إلى ضرورة إبراز دور المدن التي تقدم أفكار خلاقة ومبتكرة، مشيراً إلى المقولة المأثورة التي تقول (الأحجار التي لا تحدد اتجاهها لا تستطيع الريح تحريكها)، لذلك قررنا في تركيا أن نحدد مسارنا، وفي عام 2004م قررنا أن نعزز مكانة المدن الحضارية والأثرية وأن نجعلها مركز رئيسي لجذب السياح والسكان ، وروا مصباح قصة مدينة (بيرو) الصغيرة التي يعيش فيها 250 ألف شخصاً.. وقال: عاش 10 ألاف منهم في أحد الحارات الضيقة، حيث كانت هناك مواقف سيارات واماكن للبائعين والمصنعين وبائعي الأخشاب، وقررنا نقلهم إلى مكان آخر، وبالفعل قمنا بإنشاء متاجر لهم خارج المدينة، واستطعنا أن نحسن من المرور، ونقلنا الخدمات والحرف الجديدة وأنشأنا وحدة خاصة بالبلدية لخدمة السكان، وخلال سنوات قليلة تغير شكل المدينة بشكل نهائي ، وأضاف: شخصياً أرى أن المدينة مثل (الطفل الصغير) علينا أن نحدد مسارها حتى نخطو بها بشكل صحيح نحو المستقبل، وقد يواجه تحول المدينة مأزقين.. الأول في المناطق التاريخية حيث يوجد بالعالم العربي أماكن أثرية هامة للغاية ومباني قديمة تعود إلى آلاف السنين، والطرق الموجودة في هذه المدن قد لا تكون ملائمة ويتهرب الناس من تطويرها لصعوبة هذا الامر، وليس من السهل إقناع الناس بالخروج من هذه الأماكن، وتحويل هذه المنطقة يحتاج إلى وقت وجهد، والأمر الثاني يتمثل في المناطق الشعبية المزدحمة بالإسكان، والتحدي الكبير في تحويل المدن هو ضرورة وجود الرؤى الواضحة واتخاذ القرارات الاستراتيجية التي قد تستأصل حياة الناس في بعض المدن... من جانبه.. أشار وزير الدولة العليا للتجارة والصناعة والتنمية الوطنية بسنغافورة السيد لي بي تشان إلى أن بلاده نجحت في الانتقال إلى التطوير الكبير وحققت طفرة سكانية رائعة شهد بها العالم كله، وقال: لدينا كثافة سكانية عالية جداً في سنغافورة ففي كل كيلو متر مربع هناك (7) آلاف شخص، ورغم ذلك نجحنا في تطوير المدن لدينا وجعلها مدن جذابة من حيث النشاط الاقتصادي والترفيه وجعلها مكان جميل للعيش، فالاقتصاد السنغافوري متنوع.. وبالرغم من عدم انتاج النفط إلا أننا نعتبر مركز استقطاب للكثير من الاستثمارات والأموال في العالم، ونملك صناعات كبيرة تغزو الكثير من الأسواق.... في المقابل.. قال الخبير الأمريكي جيمي ليرنر: أسعد أن أكون هنا في جدة فقد شاركت في الكثير من المنتديات وجرى الحديث عن المدن الذكية والتنافسية، لكن من وجهة نظري الشخصية الشيء الوحيد الذي يجعل مدينة ما جذابة هو الجودة العالية للحياة فيها، ولابد أن تكون هناك استراتيجية واضحة لنجاح تخطيط أي مدينة، والمشاكل الأساسية التي تواجه المدن هي الحركة والاستدامة والتضامن والتعايش، وكل مدينة لها هيكل للعمل والتحرك، فقد كنت عمدة لمدينة سكانها (3) مليون شخص.... وشدد على أهمية وسائل النقل العام في المدن الكبيرة ذات الكثافة السكانية العالية، وقال: قد لا يكون الأمر ذو أهمية في بعض المدن هنا، لكننا وجدنا أن إنشاء شركات للنقل العام أحد الضروريات لتحقيق الانسيابية الكاملة في المدينة، وقد تعاملنا مع المدينة وكأنها (أسرة) التي تتكون من شرائح مختلفة واحتياجات متنوعة. وشدد جيمي على أن المدينة هي تكامل للوظائف، وقال: ندما تريد أن تغير مدينة يجب أن تقترح السيناريو والفكرة التي يمكن للأغلبية أن يفهموها وأن تكون ذات جاذبية للجميع، ولكل مدينة (حلم) قد يكون فكرة أو سيناريو إذا أردت تحقيقه عليك أن تجعل الناس متحمسون للعمل، وفي بعض الأحيان التخطيط يأخذ وقت طويل، وأنا أفضل العمل بشكل سريع وبفاعلية ... ولفت الدكتور أحمد رضا ممثل المستشار الاستراتيجي المعرفي لمنتدى جدة الاقتصادي 2013م، أن الجلسة استكشفت عدد من القضايا المهمة وأجابت على بعض الأسئلة الكبيرة منها (ما هي مقوّمات المدينة العالمية الجذابة، والديناميكية التنافسية؟ و"أين هي المدن المماثلة لدينا في المنطقة؟" وتبحث في الأداء الاقتصادي لمدن المنطقة، ونأخذ بعين الاعتبار ما إذا كان من الأجدى بناء مدن جديدة أو تجديد المدن القائمة. ثم ننظر إلى الابتكار التكنولوجي في البنية التحتية الحضرية، وقدرة المنازل القليلة الاستهلاك للطاقة، والمساكن المصنوعة مسبقاً كخيارات للمنطقة. ونلخص عبر دراسة الإطار القانوني للتجارة والعمل، والعقارات، والملكية الفكرية.