أجمع المشاركون في الجلسة الثانية لمنتدى جدة الاقتصادي أمس على أن الأفكار الخلاقة والمبادرات الرائعة هي التي تصنع المدن السكانية الناجحة وتساهم في تطورها ونموها، وشددوا على أن المدينة التي تقف في مهب الرياح ولا تستطيع أن تحدد مسارها ستختفي من على خارطة التحضر، ولن يكون لها مكان في المستقبل. ودعا رئيس بلدية بيوغنو بتركيا أحمد مصباح ديميركان خلال الجلسة التي ناقشت "المدن باعتبارها بيئة جاذبة للسكان" بمشاركة وزير الدولة العليا للتجارة والصناعة والتنمية الوطنية بسنغافورة لي بي تشان وعدد من الخبراء، إلى ضرورة إبراز دور المدن التي تقدم أفكار خلاقة ومبتكرة. وقال مصباح إن تحول المدينة العربية للمسار الصحيح يصطدم بمأزقين، وهي وجود المناطق التاريخية حيث بالعالم العربي حيث الأماكن الأثرية الهامة، والمباني القديمة التي تعود إلى آلاف السنين، أما الثاني فهو الطرق الموجودة في هذه المدن قد لا تكون ملائمة ويتهرب الناس من تطويرها لصعوبة هذا الأمر، وليس من السهل إقناع الناس بالخروج من هذه الأماكن، وتحويل هذه المنطقة يحتاج إلى وقت وجهد، والأمر الثاني يتمثل في المناطق الشعبية المزدحمة بالإسكان، والتحدي الكبير في تحويل المدن هو ضرورة وجود الرؤى الواضحة واتخاذ القرارات الاستراتيجية التي قد تستأصل حياة الناس في بعض المدن. من جانبه أشار وزير الدولة العليا للتجارة والصناعة والتنمية الوطنية بسنغافورة لي بي تشان إلى أن الكثافة سكانية عالية جدا في سنغافورة - في كل كيلو متر مربع هناك 7 آلاف شخص – لم تمنعهم من النجاح تطوير المدن وجعلها مدنا جذابة من حيث النشاط الاقتصادي والترفيه وجعلها مكانا جميلا للعيش. في المقابل قال الخبير الأميركي جيمي ليرنر إنه لا بد أن تكون هناك استراتيجية واضحة لنجاح تخطيط أي مدينة، وأن المشاكل الأساسية التي تواجه المدن هي الحركة والاستدامة والتضامن والتعايش.